الحرب الدائرة رحاها الآن في غزة، قد تكشفت عن مأزق حضاري عميق، حين أعلنت الدول الغربية الكبرى عن مواقف جد منحازة لإسرائيل في قلب غريب للحقائق ونصرة للاحتلال في ضرب سافر لمبدأ الموضوعية..
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
حينما نأتي على ذكر مصطلح العلمانية في المجتمعات العربية، غالبا ما تأتي ردود الفعل مستهجِنة ومعبرة عن نفور عام من تمثلات الكلمة، وخاصة من أحد تلك التمثلات الأبرز، ألا وهو إقصاء الدين من الحياة العامة.
مسألة الإرادة والاختيار لا تخص ما هو مادي فقط وإنما نجد لها إرهاصات في كل ما يرتبط بالأعراف الاجتماعية، بداية من التربية والدراسة والعمل والزواج واختيار الشريك والإنجاب.
يصبح التحرك المجتمعي عندنا ترفا ممنوعا ومقموعا، ذلك أن السمع والطاعة يشكلان عندنا ركنا من أركان الحياة، والتعبير عن الرأي عندنا هو بمثابة خيانة عظمى للأمن القومي.
الشعوب العربية هي شعوب متدينة بطبعها، لكن هذا الأمر ليس صحيحا سوى من حيث الظاهر، في حين أن هذا التدين المحتفى به لا يعبر في الباطن عن ذلك العمق الإيماني
الحداثة الغربية شكلت منظومة فكرية شاملة، نقلت الحضارة الغربية نقلات استراتيجية، بما جعل قيم هذه الحداثة وعلى رأسها العلمانية تشكل مصدر إلهام على الصعيد العربي، فأيهما الحل؛ الإسلام أم العلمانية؟!
في رحلة الإنسان الطويلة والشاقة لمحاولة إيجاد أجوبة عن تلك الأسئلة المقلقة في الحياة، مر الإنسان بمراحل تاريخية كبرى، بدأت بالأسطورة، واستمرت، ليظل البحث عن المعنى حالة ملاصقة للإنسان.
دوما ما شغلت غاية السعادة فكر وسلوكات الكائن البشري في بحث سرمدي عنوانه البحث عن تعظيم اللذة وإلغاء الألم، ولئن كانت محددات السعادة لدى الإنسان البدائي محكومة بحكم ظروفه.
وجب التأكيد والاعتراف بإقرار لا مواربة فيه، على أن الحداثة كمشروع فكري، قد وصلت بالإنسان إلى أرقى درجات الحضارة والرقي العلمي، بما جعل مستويات العيش وجودة الحياة هي الأفضل.
ظهرت الحاجات الدينية كتعبير عن ضرورة بيولوجية وعاطفية لا يستغنى عنها في مهمة التفاعل مع العاملين الكبيرين اللذين يؤطران النشاط البشري، ألا وهما اللذة و الألم.