مُنعَ عنهم الملح حين فركوا عين السجان به، فتوافدت على نوافذهم نوارس البحار محملة بملحها، فخلطوا الملح بندى الصباح وصنعوا شراباً حلو المذاق وشربوا على مهل لإغاظة السجان!
تدفق المحتوى
حينما يمر علي حدث يعيدني للذكريات وأراجع ما حصل..تقفز أمامي أسئلة عدة:تُرى هل ما جرى بمدرسة حي معصوم كان بداية تفكير سليم وكسر للطاعة التي جُبلنا عليها تحت التهديد والرهبة؟!
يحدثوننا عن مؤامرةٍ خارجية متناسين أن حافظ الأسد هو مَن أنشأ أول ميليشيا طائفية داخل الدولة التي يحكمها “سرايا الدفاع” وأسند مهمة القيادة فيها لشقيقه، وحَكَّمهم برقاب وأعراض الشعب السوري
كان كل ليلة يفكر بمَن قضى، ومن أُسِر، ومن وزعّهم طلبُ العدالة على المخيمات، ويحملق بصورٍ لشاحناتٍ حملت بعض أثاث، وتكدّست فوقها أجساد الراحلين الذين تركوا قلوبهم على شرفات المنازل.
كان الاستبداد والاستقرار من أشهر توائم التاريخ وأطولها عمرا، فالاستكانة والخضوع والقبول بالظلم التي ميزت الشعوب تاريخيا ليس لأنها لا تريد الحرية والعدالة والكرامة بل لأنها أحجمت عن دفع ثمنها.
