في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2011، وافقت السلطات السورية على خطة العمل العربية، وكذلك فعلت أهم أطراف المعارضة السورية. وهكذا -ولأول مرة منذ انطلاقة ثورة الكرامة- تتفق أهم أطراف الصراع السورية على خطة عمل واحدة.
هيثم مناع
- مواليد 16 مايو/أيار 1951 في جنوب سوريا (أم المياذن) من عشيرة العودات، ودرس الطب في جامعة دمشق وجامعة ماري وبيير كوري في باريس.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
في تسعة أشهر، أعطت السلطة في سوريا أسوأ ما عندها، وقد وصلت لحالة توحش معممة بالمعنى الأمني والعنفي، لم يكن في جعبتها القدرة على فهم ما يحدث وفق المعطيات الميدانية للحراك الثوري، وما فتئت تفتقر لقدرة التعامل مع الوقائع .
يركز هيثم مناع في مقاله على ضرورة سلمية الثورة، وينبه إلى أن اللجوء إلى العنف يعني الدخول في منطق الحرب، وبالتالي ضعف حجة الثورة. كما يحذر من تعاون العنف المنهجي للدكتاتورية والنفاق الجماعي عند من يريد مناهضة الدكتاتورية بوسائل غير سلمية.
تدخل انتفاضة الكرامة أواخر الشهر الرابع وتستعد لتحدي شهر رمضان المبارك. وبقدر ما يحمل هذا الشهر من شحنات رمزية لكل السوريين على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم، بقدر ما صارت المشتركات الجامعة للمجتمع السوري شرطا واجب الوجوب لصيرورة الانتفاضة ثورة.
من أجل استمرار انتفاضة الكرامة يرى مناع أنه ليس أمام المجتمع السوري سوى مخرج واحد يقوم على استعادة المبادرة وعقلنة إستراتيجية التحرك في الفترة القادمة حول محاور عدة, من بينها إشراك المتفرجين في ملعب التغيير الديمقراطي, وبلورة برنامج انتقال سلمي عملي.
يتطرق مقال هيثم مناع إلى ما يجري في سوريا الآن، ويتساءل: هل نحن بصدد تبلور حركة مدنية واسعة من أتون حركة مئات آلاف الشباب الذين ينخرطون كل يوم في النضال من أجل التغيير الديمقراطي؟.
ساعة الحقيقة أزفت، كما يراها هيثم مناع، ولا يمكن بحال الهرب من لحظة الحقيقة كما لا يمكن للنظام السوري الاستمرار بذات سياسته في ظل متغيرات خارجية فرضتها الثورات المجاورة، ومستجدات داخلية مع بدء حراك لم يتعد العشرات عددا لكن لا يستهان به نوعا.
بعد سنوات طويلة من الذل المتأصل في اللاوعي الجماعي جراء عملية اغتيال المواطنة التي تمت عن سابق إصرار وتصميم باعتبارها الشرط الواجب الوجوب لتحويل المجتمعات العربية إلى مجرد قطيع، انطلقت شرارة الثورة الشعبية لتشعرنا بأننا في التاريخ وفي الحياة وفي صناعة مستقبل البشرية.
لم يتمالك نفسه أن يبقى بعيدا عن تونس التي طُلِب منه آخر مرة أن لا يعود إليها, فقرر مناع أن يشارك أبناءها فرحتهم بالتحرر من الدكتاتورية بعد نحو 23 عاما من حكم بن علي, ناقلا انطباعاته بين تونس الأمس وتونس اليوم.
يؤكد مناع الذي طالما وقف بجانب التونسيين أن الشعب التونسي قرر الذهاب في ثورة الحريات والحقوق والتنمية إلى آخر الشوط, وأن الحقوقيين سيتابعون الجرائم التي ارتكبت بحق هذا الشعب الذي كان المعلم الأكبر، لحركة المقاومة المدنية العربية من المحيط إلى الخليج.