قيل لنا ذات “حصة” إننا نعيش في عالم مليء بحمامات السلام، فكان مجرد كلام! وقيل لنا بأن سِرب الحمام لا يمكن أن يقع في شِرك الصياد.. إلا أن شبقه وأد البياض، وأسجت الأرض بسفك ودماء..

قيل لنا ذات “حصة” إننا نعيش في عالم مليء بحمامات السلام، فكان مجرد كلام! وقيل لنا بأن سِرب الحمام لا يمكن أن يقع في شِرك الصياد.. إلا أن شبقه وأد البياض، وأسجت الأرض بسفك ودماء..
في عصرنا الحالي، تبقى غزة – وتحت عنوان “طوفان الأقصى” – الحاضنة التي صبت فيها منابع المقاومة منذ بداياتها، والتي أعادت كتابة تاريخ المقاومة بحلة جديدة، تتناسب مع مقاييس كسر الأساطير..
لطالما كانت علاقة الحاكم بالمحكوم تسير في اتجاه واحد، اتجاه لا يعترف إلا بمركزية القرار.. تلك العلاقة وقعت بين أحلام وتطلعات فقه الدعوة وشوائك وهموم فقه الدولة، فتقاطعت سبل المصائر..
التوقع الإنساني بحيثياته يميل إلى الثراء القريب والسريع، خاصة عندما يكون لديه اشتراك أو مشاركة مدفوعة، فيما يتأسس المتطلب العام في تصميم برامج الحماية الاجتماعية على ثراء التكافل والتكامل المجتمعي..
لم تعد القرارات الدولية نافذة على أرض الواقع، خاصة إذا كانت موجهة ضد الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، وبالأخص كذلك إذا رفعت الولايات المتحدة الأميركية ورقة الفيتو..
فهل لنا من العير التي تقبل نصيباً؟ وهل ستدخل الأنظمة في حالة نفير بين سعي وتلبية؟ وهل نحن مع عقلية التاجر الباحث عن المكسب أم مع عقلية السياسي المراوغ؟
تجليات الأحداث، وتبدُّل الولاءات، والتراجع عن القواسم المشتركة.. ذلك جدد آلام الخيانة التي لا تُنسى، فاختلطت التورية بالحقيقة والجناس بالدماء، وما بقي من التضحيات هو القشة التي نتعلق بها.
مصالح الدول، أو بالأحرى أنظمة الحكم المسيطرة على تطلعات وأحلام المجتمعات المغلوبة، تسير وفق سياسات بلا مبادئ، تحقق منها مصالح شخصية تفتقد إلى القيم الأخلاقية أو الإنسانية..
في قمة بيروت عام 2002 عبر “المبادرة العربية للسلام”، التي نصت على التطبيع الكامل مع إسرائيل مقابل السلام، وبإجماع عربي كامل العدد.. منذ ذلك التشظّي يزداد الوضع سوءًا وانكشافًا على الخدعة الكبرى.
مع وتيرة عصر السرعة، وانفتاح باب التقنية والتكنولوجيا على مصراعيه، بات من الضروري استثمار ذلك في خدمة الإنسانية، والدفع بها للتحرر من ربقة العبودية التي تتغير وفق أدوات ووسائل موجهة..