في هذا الامتداد الجغرافي الذي لا يهدأ، ومنذ بزوغ التاريخ، كان الشرق الأوسط مهد الحضارات وموطن الرسالات، لكنه في ذات اللحظة مرقد للأزمات، فالطرق إليه متشابكة بحجم تعقد الثروات التي تسير في غير مسارها..

في هذا الامتداد الجغرافي الذي لا يهدأ، ومنذ بزوغ التاريخ، كان الشرق الأوسط مهد الحضارات وموطن الرسالات، لكنه في ذات اللحظة مرقد للأزمات، فالطرق إليه متشابكة بحجم تعقد الثروات التي تسير في غير مسارها..
يعيش العالم اليوم في ظل صراعات وتصدّعات وأطماع، تقودها المساومة على قيمة الإنسان بقوة المال وسطوته، التي استحكمت على كل المفاصل، وبان الجشع على مصراعيه..
في مراحل الضعف يتمسك الطرف الأضعف في المعادلة السياسية بورقة مهترئة تسمى “اتفاقًا”، تُطوى تارة وتُسحق مرات كثيرة، وعلى أثرها لا يوجد التزام إلا من طرف واحد فقط مغبون في وضعه، مسجون بين آهاته..
لم تكن الدابة أكثر حظًا من إنسان عاش في ظل عدالة “عمر”، ولم يكن الإنسان الأعرابي بتكامله الاجتماعي والسياسي يخشى أن يقف في وجه عمر فيقول له: “والله لو وجدنا فيك اعوجاجًا لقومناه بسيوفنا”..
قيل لنا ذات “حصة” إننا نعيش في عالم مليء بحمامات السلام، فكان مجرد كلام! وقيل لنا بأن سِرب الحمام لا يمكن أن يقع في شِرك الصياد.. إلا أن شبقه وأد البياض، وأسجت الأرض بسفك ودماء..
في عصرنا الحالي، تبقى غزة – وتحت عنوان “طوفان الأقصى” – الحاضنة التي صبت فيها منابع المقاومة منذ بداياتها، والتي أعادت كتابة تاريخ المقاومة بحلة جديدة، تتناسب مع مقاييس كسر الأساطير..
لطالما كانت علاقة الحاكم بالمحكوم تسير في اتجاه واحد، اتجاه لا يعترف إلا بمركزية القرار.. تلك العلاقة وقعت بين أحلام وتطلعات فقه الدعوة وشوائك وهموم فقه الدولة، فتقاطعت سبل المصائر..
التوقع الإنساني بحيثياته يميل إلى الثراء القريب والسريع، خاصة عندما يكون لديه اشتراك أو مشاركة مدفوعة، فيما يتأسس المتطلب العام في تصميم برامج الحماية الاجتماعية على ثراء التكافل والتكامل المجتمعي..
لم تعد القرارات الدولية نافذة على أرض الواقع، خاصة إذا كانت موجهة ضد الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، وبالأخص كذلك إذا رفعت الولايات المتحدة الأميركية ورقة الفيتو..
فهل لنا من العير التي تقبل نصيباً؟ وهل ستدخل الأنظمة في حالة نفير بين سعي وتلبية؟ وهل نحن مع عقلية التاجر الباحث عن المكسب أم مع عقلية السياسي المراوغ؟