من يبحث عمن يشبهه ويهاجم من يختلف معه ولو لم يفعل له ما يضره يعاني شعورا داخليا بالنقص، ويفتش دوما عما يجعله يشعر أنه أفضل من غيره وأن الآخر ليس أحسن منه.

كاتبة وخبيرة تنمية بشرية
من يبحث عمن يشبهه ويهاجم من يختلف معه ولو لم يفعل له ما يضره يعاني شعورا داخليا بالنقص، ويفتش دوما عما يجعله يشعر أنه أفضل من غيره وأن الآخر ليس أحسن منه.
ترسيخ المظلومية لدى حواء والشعور بالدونية، أو بالغضب الزائد يقودها مباشرة للاندفاع والتصرف بعدوانية ويجعلها تصنع خسائرها بيدها.
نرى الكارثة في انبطاح عدد كبير أمام الآخر الذي يزدريه ويستغله وينهب ثرواته، ويزينون هزيمتهم لأنفسهم بادعاء التسامح أو التماس العذر والحقيقة أنهم يجسدون المثل “اليد التي لا تستطيع قطعها قم بتقبيلها”.
يفترض أن يهتم الإعلام بنشر المعلومات الصحيحة وطرح قضايا المجتمع والتأثير في الرأي العام، والمؤسف أن النسبة الكبرى من صناعة الإعلام العربي تتجه -بوعي أو بدون وعي- لإطفاء نور القلوب والعقول للمتابعين.
تنازل كثيرون من الجنسين وبكل الأعمار عما يميزهم: من آراء وتصرفات وذابوا بما أسموه اندماج مع الغير عبر وسائل التواصل؛ فتشابهوا معهم طلبًا للقبول والانتشار والإعجاب وسيرًا وراء القطيع.
الحب الذكي يحمي صاحبه في كل الأعمار، فلا يوافق بلا تفكير على أفكار وتصرفات من يحب ولا يختصه بكل مشاعره ولا ينقاد خلفه ويلغي عقله ويحرضه على الاستهانة به.
ستنتهي الحياة فجأة بلا اختيار منا كما جئناها بلا “وعي” ولا إرادة، وما بين الميلاد ومغادرة الحياة نستطيع احتضان الوعي أو تجاهله ودفع الثمن الباهظ.