يعيش مئات العالقين من جنسيات مختلفة أوضاعا قاسية موزعين في شوارع ومساجد وبعض مدارس بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر بعد أن وصلوها هربا من الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

يعيش مئات العالقين من جنسيات مختلفة أوضاعا قاسية موزعين في شوارع ومساجد وبعض مدارس بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر بعد أن وصلوها هربا من الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
خلّفت حركة النزوح الكبيرة إلى وادي حلفا وتأخير إجراءات العبور إلى مصر وضعا إنسانيا معقدا؛ حيث توفي في الأسابيع الثلاثة الماضية ونتيجة الأوضاع القاسية 12 شخصا من بين 74 حالة مرضية بمشفى المدينة الوحيد.
وقّع السودان مع مصر عام 2004 على اتفاقية “الحريات الأربع” التي تضمن حرية التنقل والإقامة والعمل والتملك، لكنها لم تطبق كاملة ولذا يواجه آلاف السودانيين قيودا مشددة بعد فرارهم من مناطق القتال.
تعد مدينة بورتسودان ثاني أكبر مدن السودان وأكثرها أهمية اقتصادية، حيث تعتبر البوابة البحرية الكبرى في البلاد، وشهدت المدينة انتعاشا اقتصاديا بعد أن باتت مقصدا للعابرين والفارين من مواجهات الخرطوم.
يبدو أن بورتسودان ستفقد الهدوء الذي تمتعت به منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة في السودان، حيث تتخوف السلطات من تسلل مقاتلي الدعم السريع إلى المدينة الساحلية المهمة للبلاد والتي تحولت لمقر للدبلوماسيين.
من جديد، يظهر قادة الجيش السوداني رفضهم المباشر لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة دعم الانتقال الديمقراطي فولكر بيرتس، وذلك بعد مجاهرتهم في أكثر من وقت مضى بعدم الرضا عن تحركاته.
أبعاد عدة تلك التي تسببت فيها الاشتباكات المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، منها فقد عشرات المدنيين الذين باتت أسرهم في حيرة لا تدري ماذا تفعل ولمن تلجأ لتعرف مصير أبنائها.
خلّف إحراق مكتبة مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية بالجامعة الأهلية حسرة وأسى في نفوس الآلاف من طلاب وخريجي الجامعة العريقة في البلاد بعد قيام عصابات مسلحة بتدمير الجامعة وإحراق محتوياتها.
بعيدا عن الاهتمام الإعلامي والسياسي بالصراع المسلح بين الجيش والدعم السريع في الخرطوم، تشهد ولاية غرب دارفور صراعا عنيفا بجذور قبلية وعرقية أسفر عن مئات القتلى والجرحى وأوضاع إنسانية كارثية.
معارك عنيفة اشتعلت في الخرطوم، يصفها مراقبون بمحاولات سيطرة متبادلة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط تقديرات بأن الجيش يقترب من حسم الاشتباكات خاصة مع تراجعها في محيط القيادة العامة.