تراقب إيران بدقة وحذر تطورات الأزمة السياسية المعقدة في العراق، والتي دخلت مرحلة جديدة بعد تصاعد حدة الاضطرابات الأمنية في منطقة “الحويجة” بمحافظة كركوك على خلفية اقتحام قوات من الجيش العراقي لساحة اعتصام، وتزايد احتمالات تكرار المواجهات في محافظة الأنبار.
محمد عباس ناجي
محمد عباس ناجي
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
نجحت روسيا في أن تتحول إلى رقم صعب في الأزمة السورية، أيا كان السيناريو الذي سوف تنتهي إليه، وهو ما يبدو جليا في الجهود الحثيثة التي يبذلها العديد من القوى الإقليمية والدولية.
الانفتاح التركي على الأكراد ربما يكون تكتيكاً أكثر منه سياسة جديدة، للتعامل مع التحديات التي فرضتها الأزمة السورية، والتي بدأت تمس الاستقرار السياسي الداخلي بتركيا المقبلة على استحقاقات سياسية صعبة، على رأسها احتمال إقدام أردوغان على ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة.
أثار الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أزمة سياسية حادة بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه. فالفريق الأول ما زال مصراً على المضي قدماً في تطبيق الإعلان، معتبراً أن ذلك يمثل “انتصاراً للثورة” و”حماية لها”.
يكتسب الموقف العراقي تجاه الأزمة السورية أهمية وزخماً خاصاً لاعتبارات عديدة: أولها، أن التركيبة المعقدة للعراق تجعله من أكثر دول الجوار عرضة للتداعيات المباشرة لهذه الأزمة، وهو ما يبدو جلياً في حالة الاحتقان السياسي السائدة الآن علي الساحة السياسية العراقية.
دخلت الأزمة السورية شهرها التاسع عشر دون ظهور بوادر في الأفق توحي بقرب انتهائها، وهو ما يعود إلى اعتبارين: الأول، أن مساحة الخلافات بين طرفي الأزمة، النظام السوري والمعارضة، واسعة لدرجة تحولت معها الأزمة إلى “لعبة صفرية” تفرض حدودا ضيقة للحركة.
من بين كل القوى الإقليمية والدولية التي باتت أطرافا مهمة في الأزمة السورية، تحظى تركيا بأهمية وموقع خاص، ليس فقط بسبب احتضانها لقوى المعارضة السورية، ولكن أيضا بسبب تحولها إلى “نقطة وثب” أو “رأس حربة” لمجمل الخيارات التي يتبناها الغرب ضد سوريا.
ربما يمكن القول إن النتيجة الإيجابية الوحيدة التي خرج بها اجتماع إسطنبول الذي عقد بين إيران ومجموعة “5+1” في 14 أبريل/نيسان, هي الاتفاق على جولة مباحثات جديدة ببغداد في 23 مايو/أيار القادم، وهو تطور جدير بالاهتمام.
كان مثول الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمام مجلس الشورى الإسلامي يوم 14 مارس/آذار 2012 سابقة في تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، عبرت إلى حد كبير عن مدى الانشقاق والأزمة التي يعاني منها النظام الإيراني، وهي أزمة ليست جديدة وإنما “متجددة”.
رغم أن تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز إذا تعرضت صادراتها النفطية وتعاملاتها المالية للحظر يعطي انطباعا بأنها تجازف بإمكانية الدخول في مواجهة عسكرية مع الغرب، فإن اعتبارات عديدة تشير إلى أنها ربما تكون أكثر أطراف هذه المواجهة المحتملة حرصاعلى تجنبها.