هناك حقبة بأكملها قد انقضت؛ هذا ما جاءت نتيجة الانتخابات البرلمانية التركية (ديسمبر/كانون الأول 1995) لتفصح عنه، وهو ما أدركه أردوغان رئيس بلدية إسطنبول آنذاك، ليبدأ ورفاقه تأسيس حقبة جديدة.
محمد القدوسي
كاتب وصحفي مصري
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
يقول الخبر إن عسكر سلطة انقلاب عبد الفتاح السيسي في مصر اعتقلوا 500 طالب تركستاني، وذلك من مقارّ إقامتهم ودراستهم بالأزهر الشريف، ومن المطار الذي توجهوا إليه لينجوا بأنفسهم.
محاولة البرادعي التنصل من مسؤولية مشاركاته في جرائم الانقلاب ضد الثورة والوطن والحرية لا يستقيم؛ لا بد من خطوات أخرى أقلها الاعتراف ثم الاعتذار.
في بلد الأزهر للعسكر أن يهينوا المساجد على نحو سافر لا يستتر بأي مبرر ، وعلى المسلمين، أن يبتلعوا الإهانة، ويسكتوا على الذل، لأن العسكر بوسعهم أن يفعلوا ما يريدون!!
ليس السيسي في الواقع أكثر من “نقطة” توضع في ختام “سطر” الرئيس الأسبق “مبارك” فهو مجرد استنساخ منه، وفي الاستنساخ تكون النسخة مجرد تكرار، لا تميز لها عن الأصل.
كل الحجج والذرائع التي يراد بها إسباغ الشرعية على المستبدين الجدد في مصر، هي نفسها التي كان يلوكها الطاغية المخلوع حسني مبارك، وبالتالي فإن “كشف” حقيقة هذه الدعاوى والادعاءات لا يستغرق وقتا طويلا، وليس في حاجة إلى جهد كبير.
هل يمكن أن يقف المشير “محمد حسين طنطاوي” ليحلف اليمين أمام أي رئيس وزراء، وأن يعود ـ مرة أخرى ـ ليصبح مجرد وزير دفاع في إحدى الحكومات؟ إن إجابة واضحة على هذا السؤال البسيط تلخص احتمالات مستقبل الحكم في مصر.
حالة “اللايقين” التي تفرض نفسها الآن على المشهد السياسي في مصر لا هي مصادفة ولا هي معطى طبيعي، لكنها “تفاعل موجه” هدفه الأكثر أهمية هو إسقاط اعتبار الكيانات السياسية حتى لا يبقى منها شيء. وهو هدف سهل على أية حال.
يتصور محمد القدوسي أن الصراع في مصر كان بين دولتين تتواجهان على نفس الأرض وفي نفس الوقت، وأن انطلاقة الثورة الأولى كانت محاولة داخلية للتعديل بين مكونات الدولة، في حين كانت الانطلاقة الثانية ركوب أصحاب الدولة المغيبة الأحداث وتحويلهم التعديل إلى تغيير.
يكشف القدوسي عن سلسلة من المزاعم غير المحبوكة من جانب الإدارة الأميركية لتسويق قصة مقتل بن لادن لتحقيق بعض المكاسب, داعيا للتظاهر بتصديقها لأن ذلك يحرم أميركا من أي ذريعة للاحتلال, كما يفقدها كبرى الفزاعات التي كانت تستخدمها عبر اتهامات باطلة.