شك في أن كل التحديات التي عرفها المسرح العربي انضافت إليها تحديات أخرى وبشكل أكثر حدة مع ظهور تقنيات الذكاء الصناعي، مما زاده غربة وانعزالا ولا سيما أنه كان يفتقر دائما إلى العمق.
د. محمد الصباني
دكتور باحث في الفكر واللغة والأدب والعلوم الإنسانية
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
ولمّا انغمس العربي في المنظومة المادية الغربية، فَقَدَ روحه وأشواقه ولم تعد تعبر عن طموحه إلا اللغة الغربية المادية، أما اللغة العربية فهي لغة مجاز وشعر وما دام قد فقد شعوره وإحساسه فلا حاجة له إليها.
إنّ فشل الحضارة الغربيّة وصنائعها وامتداداتها يتجلّى في سقوط آلية الديمقراطية- التي ابتكرها يومًا وتبجّح بها دهرًا- أمام محكّات القضية الفلسطينية وكل قضايا المستضعفين في الأرض.
إن الفن قادر على تربية العاطفة من خلال عدة وسائل؛ فحين يرسم لنا صورة إيجابية، يحرك فينا شعور الإعجاب بها حتى نتبنى ما فيها من سلوك أو موقف.
يعاني حاضرنا العربي من عدة أزمات تأتي على رأسها أزمة تدخل الأجنبي لا تدخل مثاقفة وانفتاح، وإنما تدخل هيمنة واستتباع، ومن ضمن تجليات هذه الهيمنة الاستتباعية الهيمنة اللغوية التي غيبت لغتنا وأحضرت لغته.
أوقع العالم الرقمي الإنسان في قيم الزيف والوهم، واستخدم تقنيات مثل تقنية “التزييف العميق” لقلب حقائق الواقع حتى يصبح الكذب صدقا والوهم حقا، إلى درجة استحالة التمييز بين الواقع المطبوع والواقع المصنوع.
إن إضفاء الصبغة الرقمية على العالم هو علامة على عدم الاهتمام بمدلولات الوجود، فضلا عن الاهتمام بما في هذا الوجود من معان وآيات، ولذلك فترقيم العالم أو رقمنته سيجعل من أنشطة الحياة مجرد إجراءات.