مرت 25 عاما على اتفاق أوسلو الذي وقعته قيادة منظمة التحرير الفلسطينية مع العدو الصهيوني بسبتمبر/أيلول 1993. كانت هذه السنوات إلى حدّ كبير “سنوات عجافا” على مسار العمل الوطني الفلسطيني.

خبير في الدراسات السياسية والإستراتيجية
مرت 25 عاما على اتفاق أوسلو الذي وقعته قيادة منظمة التحرير الفلسطينية مع العدو الصهيوني بسبتمبر/أيلول 1993. كانت هذه السنوات إلى حدّ كبير “سنوات عجافا” على مسار العمل الوطني الفلسطيني.
بينما يحتفل الصهاينة وحلفاؤهم بذكرى مرور سبعين عاماً على إنشاء “إسرائيل”، مع مشاعر الزهو بنقل السفارة الأميركية للقدس؛ فإن مرارة النكبة لم تمنع مئات آلاف الفلسطينيين من تنظيم مسيرات العودة.
الذين راهنوا على أن الرئيس محمود عباس وقيادة فتح لن يعقدوا المجلس الوطني الفلسطيني إلا بتوافق فلسطيني، كانوا مخطئين. وفي فإن الحقيقة؛ عباس وقيادة فتح انسجموا مع أنفسهم ومع تجربتهم.
هناك ثلاث رسائل ضمنية حملها خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اجتماع القيادة الفلسطينية برام الله (19 مارس/آذار 2018)؛ أولاها إعلان فشل المصالحة وفق النموذج الموقع سنة 2011 والملاحق التالية.
ثمة عشر نقاط تستحق تسليط الإضاءة عليها، مما يمكن استخلاصه من التقرير الإستراتيجي الفلسطيني لسنتيْ 2016-2017، وتوقعاته للمسارات المستقبلية لـ2018-2019. ولئن احتوى التقرير خلاصات تثير “الكآبة” ففيه أخرى تمنح الأمل.
يكثر الحديث الآن عن “صفقة القرن”، مع أن الإدارة الأميركية لم تقدم -حتى الآن- أي تصور واضح ومعلن عن هذه الصفقة، رغم أنها الجهة المعنية -حسب الأروقة السياسية والإعلامية- بالصفقة!!
تجد حركة حماس نفسها الآن على مفترق طرق، وأمام عدد من “الأسئلة الحرجة”، التي لم يعد بعضها يحتمل التأجيل، والتي كلما تأخرت إجابتها كلما أثر ذلك سلبا على قدراتها المستقبلية.
يبدو أن أكثر الفلسطينيين حماساً لمشروع التسوية السلمية على أساس حل الدولتين بات يدرك أن الأمر صار في مهب الريح، وأن مشروع التسوية لم يكن أكثر من فخٍّ أو مصيدة.
حتى هذه اللحظة؛ لا يبدو أن الحكومة البريطانية تميل إلى مراجعة سلوكها الاستعماري في فلسطين، الذي أدى إلى إنشاء الكيان الصهيوني على أرضها وإلى الكارثة التي أصابت شعبها تدميرا وتشريدا.
لست متفائلاً بنجاح المصالحة الفلسطينية بالشكل الذي هي عليه، وإن كنت من أشد الراغبين في وحدة وطنية حقيقية؛ وفي جمع طاقات الشعب الفلسطيني ببرنامج عمل جاد موجّه ضدّ العدو الصهيوني.