تتابعت فصول الدراما السياسية الأخيرة بإيطاليا بصورة أكبر من التغيرات السياسية بأوروبا؛ فقد أصاب الفزع الأسواق بعد ظهور وثيقة لحركة النجوم الخمسة/حزب الرابطة، تقترح عودة أوروبا لما قبل معاهدة ماستريخت.
مارك ليونارد
مدير المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
بعد أن قام دونالد ترمب بتعيين فريق جديد متشدد لإدارة السياسة الخارجية، يضم جون بولتون مستشارا للأمن القومي، ومايك بومبيو وزيرا للخارجية؛ يخشى الدبلوماسيون الأوروبيون أن تتدهور الأمور بشأن إيران.
قبل وقوع الهجوم الإرهابي الأخير بفرنسا؛ كان ماكرون يخطط لإطلاق حملة سياسية جديدة بأوروبا. ورغم تأجيل الحملة؛ فإن المشروع الأحدث في جعبة ماكرون يظل يشكل أهمية مركزية لرئاسته وتصوره للسلطة.
يبدو أن قرار الحزب الشيوعي الصيني إلغاء الحد الأقصى للرئاسة -المحدد دستوريا بولايتين- سيُفسح المجال أمام الرئيس الصيني، ليس فقط ليكون “رئيسا لكل شيء” بل ليصبح أيضا “رئيسا إلى الأبد”.
في الوقت الذي يدعو فيه وزير الخارجية البريطاني إلى إحياء مقترح قديم بإنشاء جسر عبر القنال الإنجليزي؛ فإنه يدمر الجسر الوحيد الحقيقي بين الجزر البريطانية والقارة الأوروبية أي الاتحاد الأوروبي.
إن الانقسامات العميقة داخل أوروبا تهدد القيم التي على أساسها قام المشروع الأوروبي، وفي سنة 2015 رأى العديد من المعلقين -خلال أزمة اللاجئين- أن هناك انقساما ثقافيا بين القادة الأوروبيين.
في الأسابيع الأخيرة، هيمنت على وسائل الإعلام الأميركية والألمانية مجادلات سياسية غريبة؛ فلا يزال الجدال مستمرا بأميركا بشأن رد فعل الرئيس دونالد ترمب الغامض والمراوغ تجاه العنف في تشارلوت فيل.
في الأسبوع الماضي، قطع وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل عطلته في بحر الشمال للرد على سجن السلطات التركية للناشط الألماني لحقوق الإنسان. وحذر غابرييل السياح الألمان من مخاطر زيارة تركيا.
قد يظن المرء أن المسؤولين الأوروبيين وضعوا خطط طوارئ مفصلة في حالة انتصار رئيسة الجبهة الوطنيةمارين لوبان في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة. لكن لا شيء حدث من هذا القبيل.
بعد انقضاء عام 2016 الرهيب؛ يعتقد أغلب المراقبين أن النظام العالمي الليبرالي يمر بورطة خطيرة، ولكن هنا ينتهي الاتفاق. ففي مؤتمر ميونيخ للأمن الأخير أظهرت مناقشة الموضوع الافتقار لإجماع بشأنه.