وسط الهجمات المتوالية التي يشنها ترامب؛ بدأت المعركة من أجل مستقبل التعددية، وقد تصاعدت المطالب بشأن الإصلاحات العملية حتى تحولت إلى ضغوط دعت إلى تحويل كامل للإطار العالمي المتعددة الأطراف.
كمال درويش
وزير سابق للاقتصاد بتركيا ونائب سابق لرئيس البنك الدولي وكبير زملاء مؤسسة بروكنغز
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
قبل عام؛ بدا لكثيرين -بعد الفوز الحاسم لإيمانويل ماكرون في انتخابات الرئاسة الفرنسية ولحزبه في الانتخابات التشريعية- أن المد المرتفع للشعبوية في الغرب تراجع؛ لكن تبين أن الأمر ليس كذلك!
تعكس زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة لأميركا تناقضات كثيرة؛ فرغم مشاعر الصداقة فإن برنامج عمله ولهجة خطابه كانت تقريبا متعارضة -بكل معاني هذه الكلمة- مع نظيره الأميركي دونالد ترامب.
وفقاً للخبير الاقتصادي داني رودريك؛ فإنه من المستحيل أن تجمع دولة بين السيادة الوطنية الكاملة، وبالديمقراطية، والعولمة. كما كان مفهوم “المعضلة السياسية الثلاثية في الاقتصاد العالمي” مفيدا لكنه غير مكتمل.
ربما تكون زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة بفرنسا عضوا مؤسِّسا في ما يسمى “القومية الدولية”. ولكنها ليست “المتمردة” الوحيدة التي كان أداؤها طيبا في التحضير للانتخابات الرئاسية الفرنسية الربيعَ القادم.
عندما اتفق رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع الاتحاد الأوروبي في فبراير/شباط على الشروط المعدلة لعضوية المملكة المتحدة، أصَّر على ضرورة الاعتراف بالاتحاد الأوروبي رسميا على اعتباره “اتحادا متعدد العملات”.
كانت الانتخابات العامة الأخيرة في المملكة المتحدة مثالا واضحا للكيفية التي تعيد بها مسألة الهوية الوطنية تشكيل المشهد السياسي في أوروبا.
قبل نحو قرن قام جون ماينارد كينز بتحليل العواقب الاقتصادية المترتبة على السلام بعد هزيمة ألمانيا بالحرب العالمية الأولى، لا شك أن عواقب الانتخابات الألمانية القادمة لن تقترب حتى من ذلك القدر من الأهمية، ولكن نتائجها لن تكون بكل تأكيد ضئيلة الأهمية.
أطلقت خطة إعادة تطوير حديقة تقسيم احتجاجا ضخما ضد ما تعتبره شريحة كبيرة من الأتراك وخاصة الشباب زعامة سياسية أبوية وسلطوية. وقد تغذى النمو السريع للحركة الاحتجاجية على معارضة واسعة لما يعتبره كثيرون جهودا رسمية ترمي لتوحيد أنماط الحياة في المجتمع التركي.
من المؤكد أن مدى تفضيل أي نظام انتخابي للأحزاب الضخمة -من خلال تحديد عتبات تأييد شعبية عالية لدخول البرلمان أو من خلال تمكين الفائزين في الدوائر الانتخابية بالاستحواذ على كل شيء- يؤثر على درجة التشرذم والتفتت السياسي.