في خطابه الأخير حول السياسة الخارجية، قدم المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري خطته المفترضة للقضاء على تنظيم الدولة بأسلوب ترامب الكلاسيكي، المليء بالتناقضات والتقلبات، دون إعطاء تفاصيل ولا حقائق.
فواز جرجس
أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
يؤكد فواز جرجس أن إدارة الرئيس الأميركي السابق بوش تعمدت الخلط بين الحركات الإسلامية المعتدلة والجماعات الجهادية الأممية كالقاعدة, وتجاهلت نصائح الخبراء في هذا الصدد لأهداف أيديولوجية, متمنيا أن ينجح أوباما في ترميم جسور الثقة مع المجتمعات المسلمة.
يركز جرجس في مقاله على التأثير البالغ للتحركات الشبابية التي شهدتها إيران احتجاجا على نتائج انتخاباتها الأخيرة، ويرى أنها تدخل في سياق صراع الأجيال والتصورات لمستقبل إيران، ويتوقع أن تكون حركة طويلة الأمد تجلب التغيير المفيد للنظام في إيران.
يرى الكاتب فواز جرجس أنه بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الرئاسية الإيرانية القادمة، فإن السياسة الخارجية لإيران ومكانتها الجيوستراتيجية لن تشهدا تغيرا كبيرا, وكل ما ينبغي أن نتوقعه هو تغييرات طفيفة في التكتيك والأسلوب، خاصة إذا فاز كروبي أو رضائي.
في معرض تبريره العدول عن قرار الكشف عن الصور التي تظهر مشاهد من تعذيب الجنود الأميركيين لبعض المعتقلين في العراق وأفغانستان، قال الرئيس باراك أوباما إن من شأن نشر مثل هذه الصور أن “يؤجج بشكل أكبر المشاعر المعادية لأميركا، ويعرض قواتنا لخطر أعظم”.
يرى الكاتب والأكاديمي فواز جرجس أن أوباما ربما يدخل التاريخ كرجل جلب السلام للأراضي المقدسة إذا امتلك الشجاعة الأخلاقية التي تؤهله لتغيير الإستراتيجية الأميركية بالشرق الأوسط, لكن هل سينجح في ذلك أم أن فريقه الشرق أوسطي سيحبط مساعيه؟ الزمن فقط هو الكفيل بالإجابة.
يعتقد الكاتب فواز جرجس أن الانتخاب التاريخي لباراك أوباما سيكون بادرة لإجراء تحول عميق في السياسة الخارجية الأميركية، وسيكون الشرق الأوسط والعالم الإسلامي -دون غيرهما- الأكثر استشعارا بهذا التغيير, حيث سيكون نهج أوباما مختلفا كليا عن نهج سلفه جورج بوش في الأسلوب والمضمون.
يبدو أن الجيش الأميركي منهك، وأن رقعة انتشاره تزيد على طاقة تحمله, فهو يقاتل في حروب متعددة في العراق وأفغانستان, كما أنه يشارك في كل الصراعات المسلحة الكبيرة عبر العالم ضمن ما يعرف بـ”الحرب الطويلة” أو “الحرب الشاملة على الإرهاب”.