إسرائيل اليمينية، بعد تراجع مكاسبها في غزة، تستغل هشاشة الساحة السورية خصوصًا الجنوب وذريعة “الفراغ الأمني” لفرض وقائع أو إشعال حرب، مع محدودية الرهان على ردع واشنطن/ترامب.


إسرائيل اليمينية، بعد تراجع مكاسبها في غزة، تستغل هشاشة الساحة السورية خصوصًا الجنوب وذريعة “الفراغ الأمني” لفرض وقائع أو إشعال حرب، مع محدودية الرهان على ردع واشنطن/ترامب.

تصعيد كردي متنامٍ ضد الحكومة السورية الجديدة يهدف لفرض اللامركزية أو الانفصال، مستندًا إلى تحولات السويداء ودعم إسرائيلي محتمل، وانقسامات عشائرية وتباينات أميركية، ما يضع دمشق أمام اختبار إستراتيجي.

لطالما كان تفكيك سوريا هدفا إستراتيجيا لإسرائيل، لأسباب يتعلق بعضها بالبنية الاجتماعية السورية متعددة الطوائف والأعراق، ويتعلق بعضها بالموقع الجيوستراتيجي لسوريا في قلب المنطقة العربية.

تمر العلاقات السورية-الروسية بمرحلة إعادة تموضع حذِر، تسعى فيها دمشق إلى تفكيك النفوذ الروسي اقتصاديًا وقانونيًا دون صدام مباشر، مدفوعة بتبدل التحالفات الدولية وتراجع فاعلية موسكو في سوريا والمنطقة.

رأت دمشق أن الانخراط ضمن الهندسة التي تجريها واشنطن، بالتنسيق مع الفاعلين الإقليميين، في الخليج العربي وتركيا، فرصة أرادت التقاطها، ورافعة للخروج من دائرة التهميش والدمار.

حالة الفراغ التي تشكّل السمة الغالبة على الوضع في المناطق الحدودية، شكّلت جاذبًا للفاعلين الخارجيين لملئها، لأسباب جيوسياسية تتفق وتصورات أولئك الفاعلين.

ليست الحرب خيارا محتملا بالشرق الأوسط بل هي واقع حاصل، ولكن السؤال المطروح: هل ستتطور تلك الحرب إلى صدام علمي مباشر وواسع بين الأطراف المتصارعة بالإقليم؟

بعدما أصبح التدخل العسكري الروسي في سوريا واقعا، أصبح لزاما على العرب أن يواجهوه، ولا خيار أمامهم سوى اتخاذ كافة وسائل المواجهة ميدانيا وسياسيا لحماية أمنهم واستقرارهم.

خريطة التفاهمات التي نسجها قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني في زياراته الأخيرة إلى موسكو بدأت تتكشف تفاصيلها ومفاعيلها.. الحرب الروسية بسوريا هي أبرز تداعياتها، فما حدودها وما تداعياتها؟

بينما يجادل البعض في إمكانية تقسيم سوريا، فإن الأسد يمضي مسرعا في تلك المهمة وسط دعم عربي وتواطؤ دولي، أما قوى المعارضة فهي منشغلة بخلافاتها وصراعاتها البينية.
