دخان المعارك، وأصوات المدافع هيمنت على المشهد السوداني، لكنها لم تنفرد به، فما زال أهل السودان يكتبون، وينشرون، آملين أن يكون هذا الفعل سببا في تغيير المشهد.
عماد محمد بابكر
صحفي سوداني مهتم بالتاريخ والثقافة والاجتماع
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
لأنها لاتحسن الصمت، ولا ترضى أن تكون عربة في قطار صممت سكته سلفا، تتعرض أستاذة الأدب العربي في جامعة بنسلفانيا الدكتورة هدى فخر الدين لموجة عاتية من الضغوط والتهديدات على إثر مهرجان “فلسطين تكتب”.
“بحرٌ وحنين” حكاية غواص قطري بين بر وبحر، بكل انعطافات الحياة ومنعرجاتها، ظلت تراوده زمنًا قبل أن يكملها رواية يرى مبدعها أنها قصة أهل قطر.
بيان وقعه أكثر من ألفي مثقف عربي، موزعين على خرائط الإبداع والجغرافيا، لا يجمعهم كيان مهني، أو مظلة سياسية، وإنما القضية، والدم الذي روى أرض غزة.
إن كانت الحياة بالعاصمة السودانية الخرطوم توقفت أو كادت، فإن مدنًا سودانية أخرى صارت أكثر حيوية، وتعددت مظاهر العطاء فيها، وتعد كوستي إحداهن.
وجوه متعددة للمعاناة عاشتها دور النشر السودانية في السنوات الماضية، بينها عدم سلاسة التحويلات المالية، والتهاوي في سعر العملة، إضافة لغلاء إيجارات المقار والمعارض، وأخيرا فاقمت الحرب من معاناة النشر.
البحث عن مكان آمن ساق بعض المثقفين إلى خارج البلاد، وكانت مصر الوجهة الأبرز للسودانيين، محتضنة أعدادا كبيرة من أهل الفن والأدب والفاعلين الثقافيين.
انقضت 3 أشهر ولم تنقض المواجهات الدائرة في السودان، وفي عاصمته بشكل أكثر ضراوة، حيث أظهرت الحرب وجوها للقبح متعددة، وأثرت على كل مناحي الحياة وشرائح المجتمع، وشملت بطبيعة الحال الثقافة وأهلها.
تكتب الحروب تواريخ جديدة، وتصنع حقبا ثقافية، وفي بعض الأحايين مدنا جديدة، وفي السودان غيرت الحروب العواصم فانتقلت إلى الخرطوم كما انتقلت منها أيضًا في تغيرات تاريخية وفكرية.
منتصف رمضان الجاري، كان خالد -رحمه الله- لامع الحضور في الإفطار الذي ضمته كلية الآداب ونظمه خريجوها، سأله أحدهم: “متى ستسافر إلى قريتكم؟” فأجابه: “سأظل في داخلية الطلاب، وسأقضي العيد في الخرطوم”.