هل كان حقاً ما يظنه الكثيرون من أن تولِّي حركات الإسلام السياسي مقاليد السلطة في كل من تونس ومصر وليبيا أمرٌ شكَّل مفاجأة للإدارة الأميركية، أو جسَّد واقعاً مناقضا لرغباتها في المنطقة؟
علي محمد يس
علي محمد يس
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
لئن كان دور النخب والأنظمة الحاكمة في استيلاد الغلو والتطرف بين الشباب المسلم في معظم البلدان الإسلامية أمرا لا يمكن إنكاره ، فإن الدور الأشد خطراً يتمثل في ضعف ثقافة هذه الأجيال من الشباب, وضعف فهمهم لآي القرآن الكريم.
مبررات واحتمالات انتفاضة الشعب السوداني والتحاقه بقطار الربيع العربي، تبدو أوفر كثيراً حتى مما توفَّر للشعوب العربية الخمسة التي انتفضت، ومن هُنا كان رهان المعارضة، ثم كانت الحيرة بل الدهشة، اللتان يحدوهُما سؤالٌ حائرٌ ملحاح: لماذا لم ينتفض السودانيون؟
لأمرٍ ما، شملت الانتفاضات الشعبية -خلال ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي- خمسَ دُولٍ عربية، ولأمرٍ ما أيضا، مضت ثلاثٌ من تلك الانتفاضات إلى غاياتها بترتيب تصاعُدي، من حيث الزمان، ومن حيث مصائر القادة الذين انطلقت ضدهم الانتفاضات.
رغم أن الخلاف بين السنة والشيعة عمرُهُ أكثر من ألف عام، ورغم أن أتباع المذهبين طوال التاريخ، وعلى ما بينهما من خلاف يتعاوره مدّ وجزر تسهمُ مجريات السياسة فيه بقسط لا تخطئه العين، لم يصل الأمر بينهما قط إلى القطيعة.
لئن كان منطق العقل المجرد، يستطيع، دون عناءٍ، أن يسوق المبررات الموضوعية، لزلازل الثورات العربية بين تونس وسوريا، مروراً بليبيا ومصر واليمن، فإنهُ –من جانب آخر– يبدُو من العسير جداً تجاهُلُ العامل الخارجي في هذه الانتفاضات والثورات الشعبية.