لم تشفع قرابة أربع سنوات من التحالف والشراكة العسكرية والسياسية مع الحوثيين، للرئيس اليمني الراحل علي صالح؛ فلقي مصرعه على أيدي حلفائه خلال يومين فقط من إعلانه فض تحالفه معهم!
عبد الحكيم هلال
كاتب وصحفي يمني
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
ما حدث مؤخرا في العاصمة اليمنية المؤقتة (عدن) من اعتقالات لقيادات حزب الإصلاح، بالتزامن مع عودة قيادات “المجلس الانتقالي الجنوبي” مباشرة من أبو ظبي؛ يحمل في طياته حقائق ومعاني كثيرة.
في هذا الشهر من العام الماضي؛ أجرت قناة الجزيرة لقاء مع رئيس الوزراء اليمني أحمد بن دغر تحدث فيه عن أهمية تحرير محافظة تعز. فما الذي تحقق بعد عام كامل؟
مثّل إعلان يوم 11 مايو/أيار الماضي بتشكيل “مجلس انتقالي جنوبي” مكون من 26 عضوا “لإدارة وتمثيل الجنوب داخليا وخارجيا”، ما يمكن وصفه بأنه منعطف جديد في مسار الأحداث باليمن.
منذ أواخر يناير/كانون الثاني 2017 والتحالف العربي لدعم الشرعية باليمن -بقيادة السعودية- يعلن اتخاذه استعدادات حثيثة لشن عملية عسكرية كبيرة لاستعادة ميناء الحديدة الذي يشكل أهمية حيوية بالنسبة للمليشيات الانقلابية.
مؤخرا، كثف تنظيم الدولة الإسلامية عملياته الإرهابية في اليمن، بيد أن اللافت كان ظهوره المفاجئ بقدرات كبيرة، رغم حداثة ظهوره في اليمن، وعدم إعلانه حتى الآن عن قيادته.
مع بدء تحرير المناطق الجنوبية من اليمن، أطلت مخاوف هنا وهناك من عودة خيار الانفصال، خاصة مع وجود أطراف عدة داخلية وربما خارجية تدفع نحوه، أو ربما لا تمانع فيه.
يبدو أن انقلابيي اليمن (صالح والحوثيين) بدؤوا في استخدام آخر أوراق الفتنة والتدمير، يتعلق الأمر بمحاولة استنبات وزرع تنظيم الدولة في اليمن، نشرا للفوضى وإعاقة لمسار التحرير.
بعد جدل نجم عن تباين في المواقف والاتجاهات، قررت الأطراف اليمنية المعنية بالصراع الدائر في البلاد حضور مفاوضات جنيف برعاية الأمم المتحدة، تحت ما يعتقد أنه مطلب وضغط دولي.
ما إن أنفض مؤتمر الرياض بشأن اليمن، حتى سارعت الأمم المتحدة -اليوم التالي مباشرة- بتحديد موعد لعودة المشاورات اليمنية تحت رعايتها في جنيف نهاية شهر مايو/أيار الجاري.