تؤكد القيادة الروسية في خطابها السياسي أنها ليست راغبة في سباق تسلح جديد، وأن برنامجها -الذي بدأ عام 2008 لرفع كفاءة جيشها- يهدف لضمان أمن روسيا ويتسم بصبغة دفاعية بحتة.
عامر راشد
كاتب فلسطيني
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
منذ انطلاق مؤتمر مدريد 1991؛ بقيت المفاوضات على المسار الفلسطيني/الإسرائيلي في قبضة الاستفراد الأميركي، بعد أن استطاعت واشنطن تهميش دور الاتحاد السوفياتي -ثم روسيا الاتحادية التي ورثته- في رعاية المفاوضات.
حملت الأيام الماضية تحولاً مهماً في السياسة الأميركية بشأن الملف السوري والمنطقة عموماً؛ وكشفت الخطوطَ العامة للإستراتيجية الأميركية الجديدة بخصوص سوريا ورقةُ الدول الخمس أو ما سمتها الورقة “المجموعة الصغيرة”.
تسعى روسيا لتحقيق أقصى استثمار سياسي ممكن لتدخلها العسكري بسوريا؛ وهناك جملة مؤشرات على تحول في الكيفية التي سيتعاطى بها الكرملين مع الملف السوري خلال الولاية الرئاسية المقبلة لبوتين.
تحولٌ لافتٌ في موقف المواطنين الروس من تدخل بلادهم العسكري بسوريا عكسه استطلاع للرأي أجراه مؤخراً مركز “ليفادا” الروسي، حيث أظهرت نتائجه أن نصف من شملهم أكدوا رفضهم لاستمرار التدخل.
احتلت الأزمة السورية مكاناً محورياً في مسار السياسات الخارجية الروسية خلال السنوات الخمس الماضية، واستطاعت موسكو أن توظف تدخلها العسكري في سوريا لتعزيز حضورها دولياً، مستغلة انكفاء الإدارة الأميركية السابقة.
شهدت السنوات الماضية تطوراً نوعياً في علاقات موسكو بأحزاب اليمين المتطرف الأوروبية، وباتت هذه العلاقات حجز الزاوية للتطبيقات العملية للأيديولوجية الجديدة التي اعتمدها الرئيس الروسي نهجا لسياسته الخارجية منذ 2014.
التصريحات الأولية التي ترددت بموسكو بشأن استقالة مستشار الأمن القومي الأميركي فلين لا تعكس حقيقة ارتدادات هذه الاستقالة في أروقة السياسة الروسية، كما عكستها تغطية وسائل الإعلام الروسية وتصريحات مسؤولين.
تعوّد المتابعون عن كثب للسياسات الروسية تجاه سوريا أن تأتي خطوات موسكو مخالفة للتوقعات في العديد من المحطات المفصلية، كتناقض مواقفها إزاء الجهود التي بذلت لتسوية الأزمة السورية بوسائل دبلوماسية.
يواصل المسؤولون السياسيون والعسكريون الروس المعنيون بالملف السوري إطلاق سيل من المواقف المتضاربة بخصوص معركة حلب، وفي نطاق أشمل إزاء الأزمة السورية ككل.