تعيش تونس هذه الأيام على وقع التحضيرات الجارية لتنظيم الانتخابات النيابية والرئاسية والنقاشات الدائرة بشأن من تقدموا للمنافسة فيها وبرامجهم وتوجهاتهم، مع تضارب التوقعات بفوز هذا الطرف أو ذاك.

كاتب وباحث أكاديمي
تعيش تونس هذه الأيام على وقع التحضيرات الجارية لتنظيم الانتخابات النيابية والرئاسية والنقاشات الدائرة بشأن من تقدموا للمنافسة فيها وبرامجهم وتوجهاتهم، مع تضارب التوقعات بفوز هذا الطرف أو ذاك.
مع اقتراب موعد تنظيم حدث كبير بحجم نهائيات كأس العالم أو حتى البطولات القارية، يتجدد السؤال لدى عشاق الكرة: كيف سنتمكن من مشاهدة المباريات؟ الأمر يثير إشكالية بحاجة إلى مراجعة.
الظاهرة القبلية بالبلدان العربية التي تأسست فيها أنظمة جمهورية وترسخت فيها إلى حد ما تقاليد الدولة الوطنية ذات الحكم المركزي والتقسيم الإداري العقلاني، تراجعت بشكل كبير تحت فعل عوامل متعددة.
يردد كثيرون مقولة “التاريخ يكتبه المنتصرون” وكـأنها قاعدة معرفية يستقيم عليها بناء المعرفة التاريخية، بل صار البعض يعتمد عليها كحقيقة مطلقة تقبل آليا دون مناقشة أو مساءلة.
تحتل كلمة الحرية مكانة هامة في الخطاب السياسي العربي المعاصر وخاصة بعد موجات الثورات التي رفعت رايتها عاليا.
الأحداث الجارية في أوكرانيا لا تتعلق فقط بخلاف بين الرئيس فيكتور يانوكوفيتش والمعارضة حول التقارب مع الاتحاد الأوروبي من عدمه، بل هو مرتبط بمسار التحول الديمقراطي وإشكالياته مثلما يحصل في بعض بلدان الربيع العربي التي تاه فيها هذا التحول.
منذ أن أدى الحوار الوطني في تونس إلى استعادة المجلس التأسيسي لأشغاله وبنسق أسرع بكثير من تلك الخطى المتثاقلة التي غلبت عليه لمدة سنتين، بدأت تتضح معالم النص الدستوري الذي تمت المصادقة عليه نهائيا.
أحيا التونسيون -هذه الأيام- ذكرى انطلاق الثورة التونسية، وقد استعادوا هذه الذكرى -خاصة في سيدي بوزيد مهد الثورة- في جو باهت وفي ظل خيبة أمل واضحة لدى المواطن العادي الذي أصبح عاجزا تحت وطأة الغلاء وانسداد الأفق السياسي واستفحال ظاهرة الإرهاب.
لقد مكن سياق الثورة في البلدان العربية من استعادة النقاشات ذات الطابع الفكري حول بعض المواضيع المتعلقة بموقع الإسلام من الحياة العامة ومن القوانين، والفرق بين الإسلام وما يسمى بالإسلام السياسي، بعد أن ظلت هذه النقاشات منحصرة في الإطار الضيق.
سنتان مرتا على أول انتخابات حرة وتعددية في تونس انتظمت في الثالث والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول 2011، ويبدو أن المرحلة الانتقالية التي نتجت عنها وصلت إلى طريق مسدود بسبب الأزمة الشاملة التي لم يعد بإمكان أي طرف إخفاؤها.