الحقيقة أننا أمام فرصة تاريخية لاكتشاف المشترك الإنساني في القرن الحادي والعشرين، والذي أصبح بينًا واضحًا أكثر من أي وقت مضى، فالأزمات ذات الطابع العابر للثقافات والحدود يمكنها أن تصنع المعجزات.
د. طارق الزمر
دكتوراه في النظم السياسية
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
المظاهرات تضرب السياسات الأميركية في العمق، ولهذا فقد أصابت بايدن ـ المُحتل صهيونيًا- بحرج بالغ، فجعلته يرتبك أكثر مما هو مرتبك، فيتهم المتظاهرين بمعاداة السامية!
لقد كشفت الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل أو تجاهها أن الحقيقة التي لم تستطع كل المحاولات تجاوزها ولم ترَ شعوبنا غيرها: أن شرعية أي كيان سياسي أو اجتماعي في منطقتنا إنما ترتبط بمقدار تحديه للمشروع الصه
الإستراتيجية الأميركية الكونية ـ التي عودتنا الوقوف بالعالم عند حافة الهاوية والتي تعتمد دائمًا على نشر الفوضى في العالم في سبيل الإمساك بتلابيب النظام الدولي ـ تخطط اليوم لفوضى إستراتيجية.
الموقف الأميركي الجديد ليس – كما يظن البعض- تخليًا عن الكيان الصهيوني، أو عن الالتزام بتسليحه وضمان تفوقه، فهذه قواعد لا تُمسّ، وإنما هو لتأكيد طبيعة العلاقة بشكل أعمق، وتوطيد الارتباط بأمن الكيان.
جاء انخراط الولايات المتحدة في الحرب مع الحوثي باليمن من خلال الضربات الجوية والصاروخية ليكسر شعار: “عدم توسيع الحرب” ليصبح من المؤكد أننا بصدد تغيرات مهمة في الإستراتيجية الأميركية بالمنطقة.
لابدّ من إعادة رسم خريطة التحالفات الرئيسة داخل مجتمعاتنا، ومحاصرة الخصومات الفارغة، وفي ضوء ذلك، لا بد من ملاحقة المعارك الهامشية والطفيلية التي مزّقت مجتمعاتنا، واستنفدت قدرًا كبيرًا من جهودنا.
إسرائيل الحالية ليست هي الدولة الدينية التي ستشهد صراعَ آخر الزمان، فهي إلى زوال مثلها مثل مملكة بيت المقدس الصليبية، التي سقطت في حطين بعد ما يقرب من 88 عامًا.
“التهجير القسري” إلى جانب “الإبادة الجماعية”، هما ركيزتا العقل الصهيوني والاستعمار الاستيطاني، الذي يعدّ بدوره امتدادًا حقيقيًا للاستعمار الغربي الاستيطاني
كما كانت “ديمقراطية الأنياب” وليدة بيئة الاستبداد المصري بدلا من “الديمقراطية النيابية” فإن الاستبداد المصري العريق قد استحدث هذه الأيام ديمقراطية أخرى أخطر بكثير من ديمقراطية الأنياب وهي “ديمقراطية الدم”.