يعيش آلاف المواطنين في المناطق المحيطة بالمجمع الكيميائي، بمحافظة قابس التونسية في وضع كارثي، فالسرطان، يخترق الجدران والأبدان، ويأتي على الأخضر واليابس من الأجسام التي كانت تنعم بالصحة والعافية.


إعلامي وكاتب سياسي تونسي
يعيش آلاف المواطنين في المناطق المحيطة بالمجمع الكيميائي، بمحافظة قابس التونسية في وضع كارثي، فالسرطان، يخترق الجدران والأبدان، ويأتي على الأخضر واليابس من الأجسام التي كانت تنعم بالصحة والعافية.

توقّفت تقاليد افتتاح السنة السياسية في تونس لأن انقلاب يوليو/تموز 2021 ركّز السلطة وأضعف القضاء والإعلام والهيئات وقمع المعارضة، فخافت الأحزاب وتشرذمت ودخل المشهد في جمود وبؤس عام.

مشروع قرار أميركي لاستعادة الديمقراطية يضع تونس أمام تهديد عقوبات قاسية ويكشف توتراً متصاعداً في علاقاتها مع واشنطن.

تبدو تونس على أهبة صراع مرير، كلفته باهظة للجميع.. وأصوات الحكمة لم تظهر بعد.. وإذا ما حصلت المواجهة، فتونس الغد، لن تكون تونس اليوم، بكل تأكيد..

يعرض المقال قراءة نقدية لمسار تونس منذ انقلاب 25 يوليو/ تموز 2021، محذرًا من الانهيار السياسي والاقتصادي، ويدعو إلى تسوية داخلية بدل الاحتراب والخطابات الشعبوية الفارغة.

مبادرتان سياسيّتان بارزتان فشلتا في توحيد المعارضة التونسية، وسط اتهامات بتقلب المواقف وغياب مراجعات جدية، ما يُهدد أي مسعى حقيقي لإنتاج بديل ديمقراطي فعّال.

تونس اليوم، في مأزق تاريخي حقيقي، بعيدا عن مجريات السياسي اليومي، وجوهر هذا المأزق، هو “الإرث البورقيبي” بالذات، الذي ما يزال يلعب دورا مركزيا في إنتاج “اليومي والآني”.

حصلت انتكاسة كبيرة للقطاع الإعلامي، الذي سادَ الاعتقاد، بأنّه تحرّر نهائيًا من الوصاية السياسية والتعتيم وسياسات تكميم الأفواه، فإذا به يعود القهقرى إلى مصافّ المراتب الأخيرة بين دول العالم.

“اليوم التالي” في تونس، لن يكون إلا يوما صعبا، البعض يستشرف ثورة ثانية حاسمة، والبعض الآخر، يستقرئ حلا من داخل النظام، وخاصة الدولة العميقة والقوى الصلبة، وثالث، يتوقع “تدخّلا خارجيا”، سياسيا بالطبع.

لم تشهد تونس خلال كامل تاريخها (منذ استقلالها في مارس 1956)، كمّا من التعيينات والإقالات في مستوى منصب رئاسة الحكومة، مثلما عرفته فترة حكم الرئيس التونسي الحالي، قيس سعيّد..
