في قلب الدمار بعد توقف حرب الإبادة على غزة، لم تكن الحاجة فقط إلى الغذاء أو المأوى، بل إلى الأمان النفسي والوعي المجتمعي، ومن أجل ذلك انطلق من بين الركام فريق شبابي تطوعي حاملا رسالة التمكين والتغيير.


صحفي فلسطيني
في قلب الدمار بعد توقف حرب الإبادة على غزة، لم تكن الحاجة فقط إلى الغذاء أو المأوى، بل إلى الأمان النفسي والوعي المجتمعي، ومن أجل ذلك انطلق من بين الركام فريق شبابي تطوعي حاملا رسالة التمكين والتغيير.

مع اندلاع حرب الإبادة على غزة واشتداد الحصار الإسرائيلي، لم يعد بالقطاع ما يكفي من البذور أو الأسمدة. لم يستسلم المزارع أبو أدهم الراعي لهذا الواقع، فاضطر إلى زراعة أرضه ببذور مهربة بأسعار باهظة.

في قلب المعاناة التي تخنق غزة، حيث تتقاطع رائحة الغبار مع أنين النزوح، وُلدت فكرة “فرسان غزة”، وهو فريق شبابي تطوعي خرج من رحم الألم، لا يملك سوى الإصرار على أن يكون الإنسان إلى جانب الإنسان.

في قطاع غزة الذي نهشه الحصار والدمار بعد عامين من حرب الإبادة، خرجت مبادرات شبابية ومجتمعية بمجالات متعددة لإطعام الجائعين في المخيمات، ونقل المياه الصالحة للشرب، وجمع الأدوية، وتوفير الحليب للأطفال.

مستشفى حمد -الممول من صندوق قطر للتنمية- هو المستشفى الوحيد المختص بعلاج مبتوري الأطراف في قطاع غزة، يواجه 5 آلاف حالة بتر جديدة منذ بداية حرب الإبادة على غزة عام 2023، إضافة إلى نحو 6000 حالة قديمة.

لم يكن نسيم الزيناتي الموظف الجامعي بغزة يتخيل أن مهاراته في التكنولوجيا والريادة ستتحول يوما إلى سلاح بعدما وجد نفسه وسط حرب لا تعرف الرحمة، يقود مبادرات إنسانية لنجدة آلاف العائلات المنكوبة.

وسط مشهد إنساني يفيض بالدمار والنزوح والحرمان تقف الصحة النفسية في قطاع غزة على حافة الانهيار الكامل، فبعد نحو عامين من حرب إبادة غير مسبوقة لم تترك الحرب شيئا في القطاع إلا طالته يد التدمير.

الجزيرة نت تحاور رئيس الهيئة الشعبية العالمية لدعم غزة الدكتور عصام يوسف، للحديث عن نشأة هذه الهيئة، ودورها، وحقيقة العمل الإغاثي في غزة بعد عامين من حرب الإبادة الجماعية على غزة.

الحكيمة فيزا شريم أو كما يناديها الناس “أم صالح”، ليست فقط ممرضة بل أم للجميع، ورغم تقدمها في العمر وإحالتها للتقاعد لم تتوقف عن العمل في توليد النساء طوال عامين من الحرب على غزة.

رغم إعلان وقف إطلاق النار قبل أسبوع، إلا أن الهدنة لم تصل إلى بطون الناس؛ فلا تزال غزة تتقاسم القليل من الخبز والماء والرجاء.
