لا الفشل رغم تكرّره ولا الجمود رغم طول مدّته وتصالحنا معه قدَرُ العرب والتجارب العربيّة أو لغزٌ، خصوصا أنّ الأخطاء متكرّرة، وصعود الأمم وسقوطها أمر خاضع لسنن وقوانين معلومة.
سهيل الغنوشي
أكاديمي تونسي
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
لا شك أن تبخر أهداف الثورة التونسية أمر جلل، ولكن ما يغيظ أكثر هو الأداء الهزيل والطريقة المحيرة التي ضاعت بها الفرصة التاريخية النادرة، بعد توجيه ضربة موجعة لمنظومة الوصاية.
قد يجد القارئُ العنوانَ صادما؛ فتجربة تونس سُوّقت باقتدار باعتبارها أفضل الممكن، تسويقا تجنّدت له ماكينات إعلاميّة عالميّة لطالما روّجت لـ”معجزة” بن علي الوهمية، وتلقّفته شعوب عربيّة أضنتها الدكتاتوريّة والحروب.
أعفِي عبد الإله بنكيران من تشكيل الحكومة المغربية بعد خمسة أشهر من التعطيل الذي مارسته أحزاب أرادت أن تملي عليه تركيبة الحكومة، ومن ثمّ برنامجها ومسارها بحيث يصبح دوره شكليّا.
قد يكون ترمب قليل أو عديم الخبرة سياسيّا، وهو كذلك فعلا. ومفارقة أنّ شخصا عديم الخبرة السياسية يصبح رئيسا لأميركا التي يصعب فيها الحصول على أبسط الوظائف بدون سابق خبرة.
كيف تحوّلت ثورة ملهِمة إلى نكبة ومأزق مستحكِم؟ مئات الآلاف من الشهداء والمعاقين والأرامل واليتامى.. ملايين اللاجئين.. دمار شامل..؛ رغم الجهود والتضحيات الجسام التي قدمها أحرار وحرائر سوريا بالداخل والخارج.
أما وقد انجلى غبار معركة الانتخابات الأميركية؛ فإن الحزب الديمقراطي سيندم كثيرا على اختياره لكلينتون عوضا عن ساندرز الذي نجح فيما أخفقت فيه؛ تقديم رؤية واضحة، تحمس الأنصار، وتقنع المترددين.
أسدل الستار على انتخابات تشريعية مفصلية في المغرب، وضع خلالها مسار الإصلاح على المحك، فإما نكوص وإجهاض للمشروع الإصلاحي في بداياته، أو عبور وتجاوز لنقطة اللاعودة.
بين منظمة التحرير الفلسطينية وحركة النهضة التونسية شبه كبير؛ فقد اختلفت المشارب الإيديولوجية وطبيعة التحدي الذي استدعى تأسيس الحركتين وتطابق المسار والمحصلة.
كانت فرصة التغيير الكاملة والأكبر بتونس ولكنها ضاعت بصورة محيرة، بينما واجه المغرب خطرا محدقا تحول إلى ربع فرصة سجل منها هدفا، كان كافيا ليبقي المغرب وحيدا على طريق الإصلاح.