جريمة كبرى أن يُقتل الإنسان.. وإذا ما أُخفيت معالم الجريمة، وغُيبت الأدلة عليها، وتمكن القاتل من التنصل من فعلته، فذلك يعني أن الضحية قد لحقها قتل آخر!..

كاتب ومدون سوري
جريمة كبرى أن يُقتل الإنسان.. وإذا ما أُخفيت معالم الجريمة، وغُيبت الأدلة عليها، وتمكن القاتل من التنصل من فعلته، فذلك يعني أن الضحية قد لحقها قتل آخر!..
يتكشف المشهد بفظاعته وهوله.. بل ببعضٍ من فظاعته وهوله، فنكتشف كم كانت الكلمات ضئيلة والمعاني قاصرة في تصوير حقيقة ما كان يجري..
كان ليلًا طويلًا، امتد حتى صار سنوات وسنوات، طغى فيه الظلم والظلام، وعمَّ القهر وفشا الطغيان، ثم في انعطافة للزمان يتغير المشهد، ووسط العتمة الطاغية تأذن إرادة الله الغالبة لخيوط الفجر أن تتسلل..
في لحظة يبلغ فيها الأسى منتهاه تشرق من أعماق التاريخ صورة تحمل للنفس بارقة أمل، لتؤكد لها أن الأمة لن تعدم من يستشعر ضيمها، ويتحسس أوجاعها، فيتلمس الجراح، ويعالج العلل.
لن أكتب اليوم عن موت إسماعيل هنية، بل عن حياته، ذلك أن موته ما هو في الحقيقة إلا الحياة في صورة أخرى.. وتبقى المنارة ساطعة تقول الأجيال: هكذا سرنا، ومن هنا يكون الطريق، طريق مشيناها وعليكم المتابعة..
فجأة وجدت نفسي في قفص الاتهام.. نفسي وضعت فيه نفسي لاستجوابها، فكنت المحقق والمتهم في آنٍ معاً!..
ذكروه في مجلس كنت فيه فقالوا: “تراه إذا توافر له المال يتصابى في حركاته وزيِّه، ويتنقل بين دور اللهو، فإذا افتقر لبس لباس زاهد وطاف في المساجد”..
سمعت كلماته التي مضى عليها ربع قرن، ورأيت ثمرة بذرته التي ألقاها في ذلك الزمان، تدبرت قوله وعاينت زرعه، فمرت فكرة، وماجت خاطرة، وعندها ثار السؤال..
الشعور بالآلام دليل إنسانية حية، ينبغي أن يكون له حضوره وتأثيره في المجتمعات البشرية كافة، وهذا بالإضافة إلى كونه شعورا نبيلا فإنه مسؤولية لا بد أن تترجم على الأرض فعلا مؤثرا في منع الظلم من أن يسود.
إن أردنا التقرب إلى الله فلنعش هذا الفرح مع تكبيرات العيد، وإن سعينا إلى رضوان ربنا فلنزِح دواعي الحزن في هذا اليوم، ولنردد بألستنا وكل جوارحنا نشيد العيد، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله..