العد على الحكومات أيامها ولياليها وأنفاسها وحركاتها وسكناتها هو تقليد سياسي صاحَب أنظمة الحكم الديمقراطية الخاضعة لرقابة شعوبها عن طريق المعارضات الوطنية وقوى المجتمع المدني ومنظماتها ووسائل الإعلام.
سالم لبيض
أكاديمي تونسي
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
لم يتوقع أحد من الفاعلين السياسيين والمتابعين للشأن العام أن تظهر حكومة نداء تونس بهذا الوهن والضعف والعجز المبين، نظرا لاعتبارات عديدة، منها حجم الدعاية والتبشير بالمولود الحكومي الجديد.
إن الانتخابات الرئاسية التونسية في دورتيها التي أنجزت يومي 23 نوفمبر/تشرين الثاني و21 ديسمبر/كانون الأول 2014 تعدّ كثيفة الدلالة وحمّالة معان ومسؤولية تاريخية ورمزية هامة بالنسبة لتونس والوطن العربي.
غزة اليوم تستعيد حكمة عسكرية قديمة استنبطها القائد طارق بن زياد فحقق بها نصرا عظيما دام مجده من بعده تسعة قرون أندلسية متتالية.. لا خيار أمامها “إما النصر أو الشهادة”.
لم يقدم التكنوقراط برنامجهم للإنقاذ، وكل ما قاموا به هو إطلاق صيحة فزع تجاه خطورة الوضع الاقتصادي للبلاد، وتحميل ما سلف من حكومات المسؤولية عن ذلك الوضع.
السياسة في تونس هي السوق الأعظم بل هي أم الأسواق جميعا، فهل يدخلها التيار القومي ويلتزم قانونها الأساسي القائم على إتقان التفاوض، ومبدئها الرئيسي المعروف بفن تحقيق الممكن، وهدفها المنشود القائم على تحقيق الحد الأدنى المطلوب؟
ما بين شعارات من قبيل “الإسلام هو الحل” و” القرآن دستورنا” و”الحكم لله” المطلقة في المكان والزمان ومقولات أخرى من قبيل “بناء نظام سياسي ديمقراطي قوي” التي وردت في برامج أحزاب ذات مرجعية إسلامية، يبدو أن انزياحا كبيرا وابتعادا ملحوظا قد حدث.
يدعو الكاتب التونسيين إلى ضرورة تشكيل جبهة قومية عروبية إسلامية لمواجهة التحديات التي تقف بوجه الثورة التي أطاحت بالدكتاتور بن علي, شارحا المبررات التي تدعو لذلك ومنوها بتجربة المؤتمر القومي الإسلامي التي أدرك فيها الجميع أن ما يجمعهم أكبر بكثير مما يفرقهم.