يأتي بيان الرئاسة الأخير عن اجتماع مصغر عقده بوتفليقة لدراسة المشروع التمهيدي لتعديل الدستور، والذي تتكئ عليه الرئاسة مدخلا لإحداث التغيير، كخطوة من الرئيس ومحيطه لملء الفراغ في الساحة السياسية.
زرواق نصير
كاتب جزائري
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
ماذا بعد أن أصبح بوتفليقة رئيسا “كامل” الصلاحيات، وتحقق له وفريقه مطلب المسك بزمام المبادرة والانفراد بالحكم والسلطة والقرار بعد حسم المعركة مع جهاز الاستعلامات لصالحه؟
مع اقتراب الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تونس يبدو المشهد التونسي منقسما إزاء شخصين يمثلان مشروعين يناقض أحدهما الآخر نظريا مع إمكانية التعايش بينهما عمليا.
خيار الحسم العسكري الذي يراد فرضه من قبل أطراف داخلية بمشاركة قوى إقليمية ودولية على الساحة الليبية مقابل الحل السياسي سيزيد من تعميق الأزمة.
إنجازات التيار الإسلامي التركي -الذي يتطلع العرب ممن ينشدون تغيير أوضاع مجتمعاتهم وأوطانهم إليها- تثير أسئلة وتغذي جدلا بالنظر إلى حجم النجاحات التي تحققت وسط “بيئة عسكرية علمانية” معادية.
الحراك السياسي والسجال المتصاعد بين المتنافسين على كرسي الرئاسة في الجزائر، وحدة الخطاب المتبادل، وتحول بعض التجمعات الدعائية إلى احتجاجات سياسية، كلها أحداث تعكس عمق الهوة بين إرادتين وتطلعين.
أيا تكن القراءات والتوصيفات، أو التحليلات والتفسيرات للحدث الجزائري، وأيا تكن دوافعه، صراع إرادات، أو تضارب مصالح وامتيازات، فهو في النهاية عنوان لتيه سياسي يترجم مأزق نظام ومأساة شعب ووطن.