الكثير من الأدبيات الأمريكية والأوروبية باتت تتحدث بصورة متزايدة عن تراجع الغرب، بل اتخذ بعضها عناوين مثيرة من قبيل موت الغرب، ونهاية الغرب، وانتحار الغرب، وسقوط الغرب.
رفيق عبد السلام
وزير خارجية تونس الأسبق
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
جرى على ألسنة كثيرين أن كورونا ستغير وجه العالم وتقلبه رأسا على عقب، وأنه بعدها لن يكون حتما كما كان قبلها. والحقيقة أن هذا القول صحيح لكنه يحتوي على مبالغة.
منذ الأسابيع الألى لموجة التغيير التي اجتاحت الرقعة العربية بدايات ٢٠١١، بدءا من تونس، ومنها لمصر وسوريا وليبيا واليمن، أخذت تصدر المراثي تباعا عن تحول الربيع العربي إلى شتاء قارس.
رغم أن الأفكار الأولية لهذا المقال قد تشكلت بذهني منذ مدة غير قصيرة فإنني ترددت كثيرا في نشرها، فطبيعة المناخات العامة بالمنطقة لا تشجع على النقد البناء وطرح الأسئلة الكبرى.
رغم أن فكرة العروبة قد تشكلت في أصلها من رحم خطاب الإصلاحيين الإسلاميين في القرن الـ19 وبدايات القرن العشرين، فإنها لقيت في ما بعد رفضا وإعراضا واضحين من الإسلاميين المتأخرين.
بصعود عساكر مصر إلى سدة الحكم بعد إزاحة الرئيس المنتخب محمد مرسي تنفس نادي الاستبداد العربي الصعداء، بعدما تملكه خوف شديد يصل حد الهوس المرضي، من أن تغشاه رياح التغيير.
أعرف جيدا ومن موقعي السابق كوزير للخارجية حجم الانزعاج والتحامل الذي استبد ببعض حكام العرب إزاء ثورات الربيع العربي، ومستوى التحريض الذي كان يقوم به هؤلاء لزملائهم الغربيين.