المتابع لأوضاع المنطقة يدرك أنها قد تكون مهيأة لتسويات سياسية تتعدى مجرد الاتفاق المبدئي بشأن النووي الإيراني، دون أن يعني ذلك أن هذه التسويات لن تواجه بتعقيدات قد تزيد من تأزم الموقف العام المتأزم أصلا، وتدفع بالمنطقة لموجة قوية من إعادة الحسابات.
رشيد الحاج صالح
رشيد الحاج صالح
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
إذا كانت حملة التدمير والتجويع والقتل التي يشنها النظام السوري على شعبه، هي التي تدفع بالسوريين إلى الهجرة بحثا عن مستقبل آمن يضع حدا لمعاناتهم، ويؤمن لهم ظروفا أفضل، فإن المسؤولية السياسية والأخلاقية عن هذه المأساة المستمرة لا يتحملها النظام وحده.
أزمة السلاح الكيميائي السوري تبين أن روسيا هي التي تمتلك في النهاية ورقة النظام السوري, وأنها الحامي الحقيقي له, وأنه بدونها سرعان ما ينهار, إما بسبب الضغوطات الغربية, أو بسبب تآكل قدراته الداخلية وتراجعه أمام هجمات الثوار التي أنهكته.
أطراف فاعلة بالمشهد السوري تعتقد أن تقسيم سوريا إلى دويلات: علوية بالساحل, وكردية بالشمال, وأخرى بباقي مناطق سوريا, بات أمرا لا مفر منه. ولكن الشعب السوري -الذي وقف سابقا بوجه المخططات الفرنسية لتقسيم سوريا- مستعد اليوم لإفشال مخططات التقسيم الجديدة.
إن دلت نتائج اجتماع الائتلاف الوطني السوري الأخير في إسطنبول على شيء ما فإنما تدل على بقاء الفجوة واسعة بين الائتلاف من جهة وبين الثورة السورية في الداخل من جهة أخرى. فالمتابع لحركة الائتلاف سرعان ما يلاحظ أنه عمل يتصف بالبطء والتثاقل.
يعدد الكاتب ثلاثة أنظمة سياسية في عالمنا العربي شارحا سلبياتها وإيجابياتها, مؤكدًا أنه لا بديل عن اعتماد الحرية أساسًا للتنمية والخروج من المشاكل الاقتصادية، وأساسًا للدفاع عن الهويات ورفع مكانة الأمة، لتجنب الانتفاضات الشعبية التي لن تكون انتفاضة الشعب التونسي آخرها.
يستخدم صالح في هذا المقال منهج التحليل الاجتماعي والسياسي لفهم آليات التفاعل والتناحر بين الإسلام والحداثة, الأمر الذي يسمح لنا برؤية العلاقة بشكل صحيح, مشيرا إلى أن هذه العلاقة ظلت تتأرجح بين الرفض المطلق والقبول الجزئي, وصولاً إلى البحث عن قواسم مشتركة.
يتمحور مقال رشيد الحاج حول فكرة أن الحق ليست له قوة ذاتية تجعله ينتصر من تلقاء نفسه كما تروج له الأيدولوجيات التي تحاول تهدئة الشعوب ودغدغة عواطفها، وإنما يحتاج إلى أسباب موضوعية من القوة هي التي يجب تحصيلها لجعل الحق ينتصر.
يستدعي رشيد الحاج مقولة المؤرخ أرنولد توينبي التي يرى فيها أن الصراعات التاريخية تخضع لقانون التحدي والاستجابة, مشيرا إلى أن التحدي الإسرائيلي لم يُثرْ إرادة الاستجابة لدى الأنظمة العربية، الأمر الذي أدى إلى ارتكاب الكيان الصهيوني الكثير من الجرائم حتى يومنا هذا.