مع تقدم العملية العسكرية التركية في عفرين بموازاة المفاوضات التركية/الأميركية الجارية بشأن مستقبل شمال سوريا؛ ثمة أسئلة كثيرة تُطرح عن مستقبل التحالف الأميركي مع كرد سوريا المتشكل بعد معركة كوباني.
خورشيد دلي
صحفي سوري
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
تحولت قضية الصراع على منبج السورية إلى محطة صراع محلية وإقليمية ودولية، منذ سيطرة قوات سورية الديمقراطية عام 2016 على المدينة بعد معركة مع تنظيم الدولة الإسلامية دامت عدة أشهر.
بعد أشهر من مراوحة الأزمة بين أربيل وبغداد مكانها على خلفية استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق؛ ثمة مؤشرات وتطورات توحي بإمكانية التوصل إلى اتفاق إطار، يعيد الدفء للعلاقة بين الطرفين.
سيتذكر الكرد طويلا أن عام 2017 كان أشبه بنكسة لأحلامهم بإقامة دولة كردية مستقلة بعد أن اعتقدوا أن ذلك بات بمتناول اليد على وقع الاستفتاء الذي جرى على الانفصال.
تحولت قضية التسليح الأميركي لقوات “قسد” الكردية إلى قضية خلافية مزمنة بين تركيا وأميركا؛ فأنقرة -وهي الحليفة التاريخية لواشنطن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية- غير مقتنعة بأن هدفه محاربة “داعش”.
يثير تنحي مسعود البارزاني عن رئاسة كردستان العراق عقب خسارة المناطق المتنازع عليها؛ أسئلة كثيرة عن مستقبل الإقليم، إذ إن انتهاء عهده -على النحو الذي جرى- ترك للإقليم إرثا صعبا.
وجهت خسارة الكرد لمدينة كركوك -وبشكل درامي- الأنظارَ إلى عمق الخلافات بين السليمانية وأربيل، وهي خلافات عميقة تتفاعل على وقع الاستقطاب الحزبي، والانقسام الجغرافي، والتنافس على السلطة والثروة، والأبعاد الإقليمية.
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واضحا عندما حدد الهدف من العملية التركية في إدلب بقوله إن بلاده لن يسمح بإقامة “ممر إرهابي يبدأ من عفرين ويمتد إلى البحر المتوسط”.
مع تسابق قوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية للسيطرة على دير الزور بذريعة استعادتها من “داعش”؛ ثمة سؤال جوهري يطرح نفسه هو: كيف ستكون علاقتهما في اليوم التالي لاستعادة المدينة؟
رغم رفض الحكومة العراقية ومعظم دول الجوار الجغرافي والعالم لاستفتاء إقليم كردستان العراق يوم 25 سبتمبر/أيلول المقبل؛ فإن لسان حال رئيسه مسعود البارزاني بقي يقول إنه “لا رجعة عن الاستفتاء”.