واشنطن التي تبدو تابعة ومستسلمة بشكل كبير لمغامرات نتنياهو، تتحمل جزءًا أساسيًا من اشتعال المنطقة وتدحرج كرة اللهب إقليميًا، بشكل يجعلها تدفع ثمن ذلك إن آجلًا أو عاجلًا
د. خليل العناني
كاتب وباحث مصري في العلوم السياسية
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
ستصبح صورة ترامب بعد محاولة الاغتيال، رافعًا قبضته اليمنى في الهواء وخده الأيمن ملوث بالدماء، بمثابة “أيقونة” وستجعله في عيون مؤيديه أسطورة يحميها الرب من “الأعداء” وستتدفق عليه بسببها تبرعات الدعم.
تحمل إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب دلالات عديدة سياسية وتاريخية، ولكن إلى أي مدى قد تؤثر هذه الإدانة على شعبية ترامب وفرصه في الفوز بالانتخابات الأميركية؟
هل تعرف شيئًا عن رحلات حق الميلاد التي تنظمها إسرائيل سنويًا للشباب اليهود من حول العالم لزيارة إسرائيل لعدة أيام من أجل تعميق الهُوية اليهودية لديهم؟ وهل تعلم كم شابًا شارك فيها؟
لم يعد غريبًا أو مفاجئًا أن يخرج علينا شخصٌ عربي اللسان- يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم رمضان ويؤدي مناسك الحج- يدافع عن الكيان الصهيوني ويبرّر جرائمه في حق الشعب الفلسطيني.
إن مقتلة غزة عرّت وكشف سوءات الجميع شرقًا وغربًا، ولم ينجُ من ذلك سوى ضحاياها الذين سقطوا ودفعوا أرواحهم ثمنًا للحرية ضد محتل متطرف ومجنون.
ما يحدثُ في غزَّة الآن لن يبقى بداخلِها، بل ستنتقل آثارُه إلى الشرق الأوسط كافةً. فالحروب تعيد دوما تشكيل موازين القوى الإقليمية أو العالمية، وذلك كما حدث بعد الحربَين العالميتين خلال القرن العشرين.
هناك التزام أميركي مبدئي- من كافة الرؤساء والمسؤولين الأميركيين، خاصةً في الكونجرس الأميركي- بتقديم كافة أنواع الدعم العسكري والاستراتيجي والدبلوماسي لإسرائيل.
في الوقت الذي نجحت فيه بعض القوى الإسلامية في التكيف مع تقلبات الربيع العربي كما في تونس والمغرب والكويت واليمن؛ بقيت قوى أخرى على حالها ولم تتمكن من التأقلم مع تلك الأوضاع كما في مصر والأردن وليبيا.
تراجعت وتيرة الانقلابات بعد انتهاء الحرب الباردة وأوائل التسعينيات من القرن الماضي نتيجة الوعود الغربية بالتحول الديمقراطي، إلا أن ذلك كان على ما يبدو مجرد استراحة مقاتل؛ إذ عادت الانقلابات مرة أخرى.