أصبح من الواضح بحلول منتصف العقد الأول من القرن 21 أن “الفضاء السيبراني” الذي تم إنشاؤه عبر شبكة الإنترنت له تأثيرات هائلة في الديناميكيات والأنماط الأوسع للسياسة الدولية.

باحث دكتوراه في العلوم السياسية
أصبح من الواضح بحلول منتصف العقد الأول من القرن 21 أن “الفضاء السيبراني” الذي تم إنشاؤه عبر شبكة الإنترنت له تأثيرات هائلة في الديناميكيات والأنماط الأوسع للسياسة الدولية.
الذكاء الاصطناعي ما زال محل نقاش كبير بين الخبراء والعلماء، لكنه من المتوقع أن يصبح إحدى التقنيات الرئيسية في القرن الـ21 التي يمكن أن تؤثر على الطريقة التي تُدار بها العلاقات بين الدول.
المسألة لم تعد خيالا، فالبشرية تعيش على أعتاب الثورة الصناعية الخامسة التي ستركز على دمج التكنولوجيا الحديثة مع الذكاء البشري بشكل أكثر فاعليةً ممّا كانت عليه في الثورة الصناعية الرابعة.
تحاول الدول التخفيف من تداعيات التكنولوجيا المتطورة على اقتصاداتها الرقمية والبنية التحتية الوطنية المهمة من خلال القيام باستثمارات كبيرة وتغذية نمو قطاع الصناعة السيبرانية المعولم.
لا يزال يوجد حتى اليوم حوالي 3 مليارات شخص “غير متصلين” بالإنترنت، مع وجود أغلبية هؤلاء الأشخاص في جنوب وشرق آسيا وفي أجزاء من أفريقيا.
شكّلت التكنولوجيا جزءا لا يتجزأ من العمليات التحويلية التي أدت إلى تنظيم وتوسيع وإنشاء المجتمعات. وإن مدى المساواة في الوصول إلى التكنولوجيا غالبا ما يحدد طبيعة العلاقات بين المجتمعات والحضارات.
تتمثل إحدى القنوات التي يؤثر بها الفضاء السيبراني على السياسة العالمية في التحديات الجديدة التي يفرضها على الأمن الدولي، وتحديدًا في شكل عمليتين: التجسس الإلكتروني والهجمات والجرائم الإلكترونية.
تعيش البشرية اليوم على أعتاب عالم مواز بطله “الأفاتار” أو بتعبير أوضح ما بات يطلق عليه القرين الافتراضي، فمنذ مطلع الألفية الثانية ظهرت على الشبكة العنكبوتية منظومة أُطلق عليها اسم “الحياة الثانية”.
في الأسابيع السابقة للغزو الروسي لأوكرانيا، تعرضت الأخيرة لهجمات الحرمان الموزع من الخدمة، حيث أغرقت الخوادم بطلبات غير مشروعة، ما أدى إلى توقفها عن العمل.
تعدّ الهجمات الإلكترونية التي تشنّها دولة على دولة أخرى سمة متكررة في الجغرافيا السياسية للقرن الـ21.