على مدى السنوات القليلة الماضية، كان هناك قلق متزايد داخل الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادي، بشأن الاتجاه الإستراتيجي وراء سياسات الصين الرقمية.

باحث دكتوراه في العلوم السياسية
على مدى السنوات القليلة الماضية، كان هناك قلق متزايد داخل الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادي، بشأن الاتجاه الإستراتيجي وراء سياسات الصين الرقمية.
قد لا يختلف اثنان من المختصين على أن ظهور الفضاء السيبراني أدى إلى تغيير جذري في الطريقة التي تظهر بها الدول قوتها، وقد أزاح هذا الفضاء وحيّد الكثير من عناصر القوة التقليدية عن مواقعها.
قبل 6 أعوام من اليوم، أطلق رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك شركة تحمل اسم “نيورالينك”، هدفها تطوير رقاقة تزرع في الدماغ لتمكن البشر من التحكم لاسلكيا بالحواسيب وتحويل البشر إلى كائنات سايبورغ.
أصبح من الواضح بحلول منتصف العقد الأول من القرن 21 أن “الفضاء السيبراني” الذي تم إنشاؤه عبر شبكة الإنترنت له تأثيرات هائلة في الديناميكيات والأنماط الأوسع للسياسة الدولية.
الذكاء الاصطناعي ما زال محل نقاش كبير بين الخبراء والعلماء، لكنه من المتوقع أن يصبح إحدى التقنيات الرئيسية في القرن الـ21 التي يمكن أن تؤثر على الطريقة التي تُدار بها العلاقات بين الدول.
المسألة لم تعد خيالا، فالبشرية تعيش على أعتاب الثورة الصناعية الخامسة التي ستركز على دمج التكنولوجيا الحديثة مع الذكاء البشري بشكل أكثر فاعليةً ممّا كانت عليه في الثورة الصناعية الرابعة.
تحاول الدول التخفيف من تداعيات التكنولوجيا المتطورة على اقتصاداتها الرقمية والبنية التحتية الوطنية المهمة من خلال القيام باستثمارات كبيرة وتغذية نمو قطاع الصناعة السيبرانية المعولم.
لا يزال يوجد حتى اليوم حوالي 3 مليارات شخص “غير متصلين” بالإنترنت، مع وجود أغلبية هؤلاء الأشخاص في جنوب وشرق آسيا وفي أجزاء من أفريقيا.
شكّلت التكنولوجيا جزءا لا يتجزأ من العمليات التحويلية التي أدت إلى تنظيم وتوسيع وإنشاء المجتمعات. وإن مدى المساواة في الوصول إلى التكنولوجيا غالبا ما يحدد طبيعة العلاقات بين المجتمعات والحضارات.
تتمثل إحدى القنوات التي يؤثر بها الفضاء السيبراني على السياسة العالمية في التحديات الجديدة التي يفرضها على الأمن الدولي، وتحديدًا في شكل عمليتين: التجسس الإلكتروني والهجمات والجرائم الإلكترونية.