كانت قمة الناتو السنوية الأخيرة آخر جزء في سلسلة طويلة من الخلافات بين ترامب وحلفاء أميركا الأوروبيين. ففي قمة العام الماضي؛ رفض ترامب الالتزام بمبدأ الدفاع الجماعي طبقا لمعاهدة الحلف.
خافيير سولانا
الممثل الأعلى لشؤون السياسة الخارجية والأمن لدى الاتحاد الأوروبي سابقا
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
بعد قمة مجموعة السبع الأخيرة في كندا؛ لم يعد هناك شك في أن الغرب يمر بأزمة. نعم، غالباً ما تتبع الدول “الغربية” سياسات خارجية متباينة، لكن “الغرب” يعد مفهوما غامضا.
بانسحابها من الاتفاق النووي مع إيران (المعروف رسميا باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة”)؛ أظهرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرة أخرى أنها عاقدة العزم على تدمير الكيانات والاتفاقات العالمية الرئيسية.
يحتاج العالَم اليوم لقادة راغبين في تعظيم فوائد العلم والتكنولوجيا عبر التعاون الدولي. وفي ظل غياب مثل هؤلاء القادة؛ فإن ما قد يكون أفضل الأوقات ربما يصبح أسوأها على الإطلاق.
مرت 15 سنة منذ أن بدأ واحد من أكثر الأحداث المشؤومة في أوائل القرن الواحد والعشرين: حرب العراق؛ التي خلقت انشقاقا داخليا في الشرق الأوسط، ومثلت بداية نهاية الهيمنة الأميركية.
لقد عادت التعددية القطبية، ومعها عادت المنافسة الإستراتيجية بين القوى العظمى؛ فكانت عودة الصين للظهور وعودة روسيا لصدارة السياسة العالمية من الديناميات الدولية الأكثر بروزا في القرن الحالي حتى الآن.
في مناسبة شهيرة؛ قال بيير دي كوبرتين إن “الأمر الأهم ليس الفوز بل المشاركة”. وبقبول كوريا الشمالية المشاركة في الألعاب الأوليمبية الشتوية بجارتها الجنوبية فإن هذه العبارة اكتسبت معنى جديدا.
مرة أخرى، اتخذ ترمب نهجا انفراديا في السياسة الخارجية من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ونظرا لأن تصرفه هذا قد يعجل بتدهور سريع في المنطقة، أضحى تدخل الاتحاد الأوروبي ضروريا.
في صيف 2012؛ نشر كينيث نيل والتز مقاله: “لماذا يجب أن تحصل إيران على القنبلة”، فذكر أن إيران النووية ستعيد تأسيس توازن قوى مستحَب بالشرق الأوسط، لتُصبح ثقلا موازنا لإسرائيل.
في كتابه الشهير “المثلث السياسي للاقتصاد العالمي”؛ يؤكد الخبير الاقتصادي داني رودريك أن التكامل الاقتصادي العالمي، والدولة القومية، والديمقراطية لا يمكنها التعايش، وإنما يمكننا الجمع بين اثنين منها فقط.