لا تكمن أهمية الضربة الأميركية (بالاشتراك مع بريطانيا وفرنسا) لمواقع تابعة للنظام السوري المنفَّذة يوم 14 أبريل/نيسان الجاري في أبعادها العسكرية، بقدر ما تكمن في أبعادها الإستراتيجية المرتبطة بالصراع الأميركي/الروسي.
حسين عبد العزيز
كاتب ومحلل سياسي ومنتج أخبار سابقا في قنوات فضائية
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
طوال السنوات الخمس السابقة؛ عمد النظام السوري تدريجيا لإخراج معظم البلدات المحيطة بدمشق من دائرة الصراع بسياسة التسويات القاتلة، وأجّل الغوطة الشرقية بسبب ثقلها الكبير في معادلة الصراع المحلي والإقليمي.
شهدت الأشهر الثلاثة الماضية تمفصلات مهمة على صعيد مسار التسوية السورية، بحيث بدأت تتبلور المواقف السياسية للأطراف المحلية والدولية من قضايا الحل النهائي، إن صح التعبير؛ وفي مقدمتها الدستور والانتخابات.
هل معركة إدلب معركة تكتيكية يراد منها تحقيق إنجاز سياسي؟ أم إن لها أبعادا أكثر من ذلك تعيد إلى الأذهان ما حدث بحلب؟ ذلك ما يسعى هذا المقال لتناوله بالتحليل.
إذا كان كل عام من أعوام الأزمة السورية اتسم بعنوان ما، فإن 2017 هو “عام أستانا”. وفيه توصلت واشنطن وموسكو لتفاهم يقضي بضرورة وقف إطلاق النار لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
لم تكن مستغربةً حالةُ الاستياء والتشدد التي ظهر بها النظام السوري في جولة مفاوضات “جنيف 8″، سواء فيما يتعلق بموقفه من مخرجات مؤتمر “الرياض 2” أو بوثيقة ستيفان دي ميستورا.
على غرار زيارته الأولى لموسكو 2015؛ شكّلت زيارة بشار الأسد الأخيرة لسوتشي الروسية مفاجأة لمتابعي الشأن السوري. وإذا كانت الزيارتان تتماهيان شكلا وإخراجا، فإنهما تتباينان في التوقيت والحمولات السياسية والعسكرية.
بعد اتضاح معالم نفوذ أميركا وروسيا بسوريا؛ تعمل الدولتان لرسم مساراتهما السياسية والعسكرية بعيدا عن بعضهما بعضا. وأمام ذلك؛ ثمة ثلاث محطات رئيسية قد تشكل كلمة السر لفهم المرحلة التالية.
لا شك أن هزيمة تنظيم الدولة بالرقة تشكل تحولا مهما في موازين القوى؛ لكن انتهاء معارك المدينة يعيد السؤال: ما دور الرقة ضمن خريطة النفوذ العسكرية للقوى شمالي سوريا؟
تتسابق التحضيرات العسكرية للقوى المتصارعة بالساحة السورية لإطلاق معركة دير الزور التي تعتبر أم المعارك بعد حلب. وأهمية هذه المعركة ليست فقط لكونها الأخيرة والرئيسية ضد تنظيم الدولة الإسلامية بسوريا.