تشكل أحداث عدن الأخيرة وتفاعل السعودية والإمارات معها مدخلًا جيدًا لمناقشة طبيعة الوضع الذي وصلت إليه المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية، وطبيعة المشاكل والاتجاهات الموجودة داخل قيادة التحالف العربي بخصوص اليمن.

كاتب وباحث يمني
تشكل أحداث عدن الأخيرة وتفاعل السعودية والإمارات معها مدخلًا جيدًا لمناقشة طبيعة الوضع الذي وصلت إليه المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية، وطبيعة المشاكل والاتجاهات الموجودة داخل قيادة التحالف العربي بخصوص اليمن.
الوظيفة الرئيسية لأحزاب السلطة هي ربط النظام السياسي بالبيروقراطيّة والمجتمع، وجعل التنظيم الحزبي قناة وحيدة للنفاذ لجهاز الدولة. وباستثناء هذه الوظيفة، ثمّة فروق هامة بين التجارب الحزبيّة السلطويّة بالأقطار العربيّة.
منذ تأسيسها وحتى عام 2010؛ كانت الإمارات دولة ثريّة لا تترجم فائض ثروتها إلى نفوذ سياسي في محيطها العربي، وتكتفي بإقامة علاقات سياسية تابعة للسعودية مع تذمّر وتوجس دائميْن منها.
أوردت نشرية “إنتلجنس أون لاين” الفرنسية خبرًا يقول إن ولي عهد أبو ظبي يدفع نحو الإطاحة بالرئيس اليمني، وإن رئيس المخابرات السعودية زار الإمارات للقاء نجل الرئيس المخلوع المدعوم إماراتياً.
مرت أخيرا الذكرى السادسة لاندلاع الثورة السورية، وقد حدثت تحولات كبيرة في مسار الثورة على مستويات النظام والدولة والمجتمع والتحالفات الدولية والإقليمية.
شكل فوز ترامب صدمة لكثير من الناس حول العالم، وما يهمنا هنا ليس تفسير ما حدث بل رصد وتوصيف دلالاته بالمقارنة مع دلالات صدمات سياسية واجتماعية مشابهة منذ العام الماضي.
لعل أول الدروس المستفادة من ردات الفعل الاجتماعية الأوروبية على إبادة الشعب السوري هو أن على السياسيين والمثقفين العرب مراجعة تصوراتهم حول مدى تأثير “الرأي العام” في المجتمعات الديمقراطية الرأسمالية.
كل ثورة من ثورات 2011 اتخذت مسارا متفردا وصيرورة خاصة، وإن تعرضت جميعها لانتكاسات متفاوتة، وهذا لا يرجع فقط إلى تمايز بنى النظام، بل أيضا إلى درجة تسيس المجتمع وإشكالاته.
سيطرة أجهزة الأمن على عدن أضحت أمرا محتما لضمان الاستقرار، وكل التخوفات تكمن في مآلات الحسم الأمني، ففي ظل غياب الدعم للرئيس هادي ستكون تلك المآلات احترابا أهليا.
من الموافقات المهمة أن العالم العربي وهو يحتفل بيوم اللغة العربية، يحيي كذلك الذكرى الخامسة لاندلاع شرارة الثورات العربية، وهذا يعطينا الفرصة لمناقشة محنة اللغة العربية في سياق قومي تاريخي.