في أعماق الوجود، حيث تتلاشى الحدود بين الذات والكون، يبرز القرآن كنصٍّ يتجاوز كونه دليلًا معرفيًّا ليصبح صوتًا ينبع من اللامتناهي، يعيد تشكيل الإنسان ككائنٍ يحمل في جوهره سرّ الخلق والمعرفة..

صجفي، عراقي
في أعماق الوجود، حيث تتلاشى الحدود بين الذات والكون، يبرز القرآن كنصٍّ يتجاوز كونه دليلًا معرفيًّا ليصبح صوتًا ينبع من اللامتناهي، يعيد تشكيل الإنسان ككائنٍ يحمل في جوهره سرّ الخلق والمعرفة..
يُمثل القرآن -كنصٍّ مقدس في التصور الإسلامي- نقطة انطلاق فريدة لفهم العلاقة بين الإنسان ومصادر معرفته؛ إنه ليس مجرد كتاب تعليمي أو تشريعي، بل هو -في جوهره- دعوة للتفكر والتأمل في الكون والنفس..
في الإسلام، الحرية ليست مفهومًا منفصلًا عن السياق الوجودي للإنسان، بل هي حالة تتشكل من خلال علاقته بالمطلق، أي الله..
يمكننا القول إن القرآن يحمل سلطة ذاتية تتجاوز الحاجة إلى وسيط بشري لإقناع العقل؛ فهو يخاطب الفطرة مباشرة، ويُقدم نفسه كالحقيقة المطلقة التي لا تُتبع بحقيقة أخرى..