في صباح يوم الفاجعة، بدأ الغواص انويجي امراجع المسوري رفقة عدد قليل من الناس رحلة الإنقاذ، كانت الأصوات قد تعالت منذ غضبة الموج الأولى لكن سواعد الإنقاذ كانت أضعف من أذرع الموج القاسية.

صحفي بشبكة الجزيرة
في صباح يوم الفاجعة، بدأ الغواص انويجي امراجع المسوري رفقة عدد قليل من الناس رحلة الإنقاذ، كانت الأصوات قد تعالت منذ غضبة الموج الأولى لكن سواعد الإنقاذ كانت أضعف من أذرع الموج القاسية.
من بين قلة من الانقلابات الأفريقية، تمسك الرئيسان الموريتاني الراحل سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، والنيجري محمد بازوم بشرعيتيهما حتى وهما خلف القضبان.
جاءت الطعنة فوق الطعنة، وتلقى العالم بعد أسابيع من انقلاب النيجر خبر انقلاب جديد في الغابون، إحدى أهم الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية، لتكون باريس أمام متغير جديد ينضاف إلى سلة أزماتها الأفريقية.
تتحفظ المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) على تاريخ وتوقيت وشكل الضربة التي أجازت تسديدها لتأديب المجلس العسكري في النيجر، وسط توقعات بأن لا يخرج هذا التدخل عن 4 “سيناريوهات” محتملة.
لم يوجه انقلابيو النيجر حتى الآن أي تهديد أو إساءة إلى الولايات المتحدة الأميركية، كما لم تتجه المظاهرات الغاضبة نحو أي من المصالح الأميركية، وحدها فرنسا كانت تتلقى الضربات والشتائم من دون غيرها.
استوطنت المجموعات العربية بعد الفتح الإسلامي منطقة الساحل والصحراء، واندمجت مع مجتمعاتها أخذًا وعطاءً وتجاوزًا وانصهارًا، ومنذ دخول الاحتلال تواجه أزمات متواصلة، وتخوض معارك مستمرة لإثبات الهُوية.
لم تتبق إلا ساعات قليلة على نهاية الأجل الذي ضربته إيكواس للتدخل العسكري في النيجر إذا لم يبادر الانقلابيون بإعادة الرئيس محمد بازوم إلى كرسيه، فهل ستتدخل المجموعة لإفشال الانقلاب واستعادة الشرعية؟
صفحة جديدة في كتاب الانقلابات في أفريقيا، يكتبها مجددا ضباط غاضبون في النيجر، بإسقاطهم للرئيس ذي الأصول العربية محمد بازوم، أو باعزوم كما يلقبه المقربون منه والعارفون به.
وأخيرا نطق الرصاص ليقطع الصمت بين طرفين كان الصدام بينهما مسألة وقت كما يقول مراقبون وعارفون بالمشهد السوداني، كان رماد التعايش الهش بين الطرفين يخفي وراءه الكثير من لهب الخلاف والتباين.
لم تكن غزوة بدر الكبرى مجرد قتال بين سيوف عربية طالما ألفت القراع والطعان منذ قرون، بل كانت منعطفا في مسار الأيام، ومنطلق تاريخ جديد، وانحسار أمة وفكر وثقافة وتاريخ آخر، وكانت فرقانا بين الحق والباطل.