يُعلن اتحاد الفلاحين الذي يمتلكه أثرياء الولاية أن رواية عناقيد الغضب ما هي إلا كتلة من الأكاذيب الملفقة ويحرقونها في الساحات العامة أمام الفلاحين والعمال؛ باعتبار كاتبها شيوعيًّا محرضًا على الدولة.

كاتب صحفي وصانع أفلام وثائقية - twitter.com/Assaadtaha
يُعلن اتحاد الفلاحين الذي يمتلكه أثرياء الولاية أن رواية عناقيد الغضب ما هي إلا كتلة من الأكاذيب الملفقة ويحرقونها في الساحات العامة أمام الفلاحين والعمال؛ باعتبار كاتبها شيوعيًّا محرضًا على الدولة.
الجهل بالمكانة المحورية للألم يصنع بشرا ضعفاء على أقصى درجات الهشاشة، يستسلمون للأطباء كفئران التجارب دون أن يدروا أنهم شركاء في رحلة العلاج مثلهم مثل الأطباء.
لا ينبغي أن نستهلك طاقة الغضب التي لدينا في الشكوى وندب الحال ولعن الجناة، لا بد أن نُخرج هذه الطاقة في شكل عمل، عمل ما، حتى لو كان محدودًا، نرفع به عن كاهلنا هذا الألم وندَّعي أننا قمنا بما في وسعنا.
لا ينتصر في الحرب جندي خائف، أو مرعوب، أو يائس، لا ينتصر إلا الشجعان المقاومون المبتسمون، ألا تُصدقني؟! اسأل أي طبيب عن جدوى الحالة النفسية على العلاج. سيخبرك أنها العامل الأهم في حسم نتيجة الحرب.
التيه في الغربة هو مرحلة أولى إلزامية، ولا أظن أنه يمكنك أن تتخطاها قبل أن تواصل حياتك في المهجر، والتيه -بلا شك- مخيف، أنت هنا بلا سند، بلا كتف تتكئ عليه، بلا صاحب تشاوره، أو قريب تعتمد عليه.
علينا أن نكون مستعدين لقبول فشلنا، وأن نعترف بأننا لم نوفَّق في اختيار أقدمنا عليه، فنعاود المحاولة من جديد، فالحياة سلسلة من التجارب، ومن غير المنطقي أن ننجح فيها كلها.
نتخيلُ أن المعركة قد انتهت، فنخلع دروعنا وخوذاتنا، فرحين بما أنجزناه، وبغنائم نظن أننا قد فزنا بها في هذا الشهر الكريم، لا ننوي شرًّا، لكننا -فقط- نسترخي، ونضع أسلحتنا جانبًا، تلك التي كنا نستعين بها.
لا أحد منا ثابت، كلٌّ منَّا يتغير، بشكل أو بآخر، إما بإرادته، أو رغما عنه، الأحداث التي يمر بها الإنسان تغيره، حتى وإن لم يرغب في ذلك، ولم يعزم على ذلك، بعضنا يدرك الأمر جيدًا، فيمسك بدفة قيادة نفسه.
حينما يتجلى أمامك منظر مخيف عليك ألا تغلق عينيك، بل يجدر بك النظر إليه مليًّا، فما سوف تتوقعه في خيالك ربما أقسى من الحقيقة.
الباطل لا حدود لديه ليحترمها، إنه يجيز لنفسه استخدام كل الأسلحة حتى يجهز على عدوه، لا محظورات ولا خطوط حمراء، وفي سبيل ذلك لا بأس بالسجون والتعذيب وليِّ القوانين، ولا مانع من تشويه سمعة المخالفين.