بعد أكثر من خمس سنوات من التحقيق المضني أصدر الشيوخ الأميركي ملخصا لتقريره حول التعذيب الذي مارسته وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية بحق معتقلين عرب ومسلمين خلال سنوات رئاسة بوش.
أسامة أبو ارشيد
كاتب فلسطيني مقيم في واشنطن, من مواليد القاهرة (مصر) عام 1973
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
جاء الاتفاق الذي توصلت إليه إيران مع دول 5+1 الذي وضع قيودا على برنامجها النووي مقابل تخفيف طفيف للحصار المفروض عليها، “مفاجئا” و”صادما” للمتابعين ولبعض حلفاء أميركا في المنطقة مثل السعودية وإسرائيل.
لا أريد الدخول في جدل لن ينتهي حول صوابية إيديولوجية “تسييس” الإسلام كما يقول خصوم الفكرة، أو شمولية الإسلام كما يؤكد أنصار هذا الفهم، بقدر ما أريد أن أحرف النقاش إلى أبعاد أخرى أكثر أهمية تتعلق بمسألة تأميم الإسلام.
يمكن قراءة ما يجري في مصر على مستويات عدة، فهو من ناحية انقلاب داخلي على ما سمي بـ”الربيع العربي”، وثورة مضادة على ثورات التحرر والانعتاق. وهو من ناحية ثانية، تحالف إقليمي ودولي ضد أي مسعى شعبي في فضاء أمتنا للاستقلال والكرامة.
من نافلة القول إن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل، يحظى برمزية خاصة لدى كثيرين، إسلاميين وعلمانيين، رسميين وشعبيين، وهي مكانة قلَّ أن يحظى بها زعيم فلسطيني من التيارات والفصائل الأخرى اليوم.
معان كثيرة تكشف عنها الأزمة الملتهبة في مصر اليوم، ولا أظن أن التأزيم سينتهي بحال بعد الاستفتاء على الدستور، سواء أكانت نتيجته نعم أم لا. فالمسألة لا تتعلق بالدستور ذاته بقدر ما أنها مرتبطة بصراع محلي وإقليمي ودولي على هوية مصر.
هذا المقال لا يهدف إلى استدعاء ثارات تاريخية، ولا إلى نكء جراح لم تندمل يوما، كما أنه لا يهدف لتأجيج نار التوتر الطائفي في المنطقة، ولكنها محاولة للتذكير بأن تاريخ العلاقات السنية الشيعية لم يكن في الغالب الأعم سلميا وهادئا.
بصرف النظر عن كون ترشيح جماعة الإخوان المسلمين في مصر للدكتور محمد مرسي للرئاسة قرارا سياسيا مصيبا أو مخطئا، فإن هذا لا ينفي أن حق الترشح من حيث المبدأ حق أصيل لأي تيار سياسي أو فكري, بل ولأي مواطن مصري.
تعيش حركة حماس مأزقا في سوريا, فهي إن انحازت إلى نظام الأسد في قمعه الدموي تكون قد وجهت طعنة نجلاء لنفسها وقضيتها. وهي إن انحازت إلى مطالب الشعب السوري المشروعة تكون أيضا قد وجهت طعنة من نوع آخر لنفسها واستقرارها في المنطقة.
سوريا تَنْجَرُّ وتُجَرُّ وتَجُرُّ لا نفسها فحسب، بل كذلك كل المنطقة معها، إلى فوضى عاتية مدمرة. وما قرار الجامعة العربية بتعليق عضويتها، ورفض طلبها لعقد اجتماع قمة عربية طارئة، ومن ثمّ امتناعها عن الذهاب إلى مؤتمر الرباط العربي التركي إلا مقدمات للفوضى.