كشف القصف الأميركي لمواقع إيران النووية ضعف أمنها واستخباراتها، وأعاد إلى الأذهان كيف أضعف انشغال إيران بصراعات الإقليم بنيتها الداخلية، تاركًا ساحة واسعة لاختراق الموساد، ما يدعو العرب إلى أخذ الدروس

رئيس تحرير قناة الجزيرة سابقا
كشف القصف الأميركي لمواقع إيران النووية ضعف أمنها واستخباراتها، وأعاد إلى الأذهان كيف أضعف انشغال إيران بصراعات الإقليم بنيتها الداخلية، تاركًا ساحة واسعة لاختراق الموساد، ما يدعو العرب إلى أخذ الدروس
رحى الحرب هذه المرة لم تدر كما أراد لها مودي وتشدق محمومًا بالعون الإسرائيلي والغربي عمومًا، فتساقطت طائراته في المواجهة الأولى، ثم دُمِّرت بعض مطاراته وقواعد صواريخه المضادة للطائرات فخفتَت كبرياؤه.
حلفاء فيتنام في الإقليم وفي الثقافة والمنظور الأيديولوجي والحضاري لم يتنصلوا من مسؤولياتهم تجاهها، رغم ما أصابهم من لأواء. هذا فرق آخر بين محيط فيتنام ومحيط فلسطين.
في وطننا العربي ما زالت الإمبريالية الغربية تفعل بنا الأفاعيل وهي تحمي إسرائيل أداتها الكولونيالية الإحلالية، وإن كانت تخلت عن الاستعمار المباشر في أماكن أخرى من العالم فإنها ما تزال تمارسه عندنا.
هذا هو حالنا اليوم أيها الناس! فكياناتنا القُطْرِية تريد أن تستنسخ لنا تاريخًا جديدًا تصبح فيه حروب أعدائنا السابقة علينا مؤازرة لنا، علينا أن نكون لها من الشاكرين.
مرت ثلاث وخمسون سنة من حكم الرئيس وابنه. تحولت سوريا إلى سجن طائفي، وصار الحديث عن التوازن الإستراتيجي لازمة فارغة، وأصبح صاحبه إله هوى تنتصب تماثيله في كل الزوايا.
العالم ينتظر مآل التهديد الإيراني المعلن بضرب إسرائيل، ردًا على قيامها باغتيال إسماعيل هنية، وهو في طهران بدعوة رسمية. هل ستفي إيران بالتهديد فعلًا أم ستكتفي به قولًا.
يرفض إيلان بابيه الصهيونية، ويدعو في كتاباته وعلى كل المنابر إلى قيام دولة واحدة في فلسطين على أنقاض الكيان الصهيوني، تضم الجميع على اختلاف أعراقهم وأديانهم وأصولهم.
خسر الأميركيون في فيتنام أكثر من 58 ألف جندي، وقتلوا ما يقارب ثلاثة ملايين فيتنامي وجرحوا ثلاثة ملايين آخرين، وشردوا 12 مليونًا لكن الأمة الفيتنامية رفضت الاستسلام وانتصرت.
لعلّ مشكلتنا، نحن العرب اليوم، هي غياب ظلنا في ظل غيرنا، منذ أن بدأت حركة الاستعمار الكولونيالي الغربي مع احتلال الجزائر عام 1830، وما تبع ذلك من حملات استعمارية إلى أن زرع الغرب الكيانَ الصهيوني.