أزعم أن إعداد الفرد للفعل الحضاري يحتاج إلى منهج التزكية نفسه المسطر في تراثنا الراقي، فأول السير إلى الله يكون بالتخلية، وهي هنا التخلي عن الاستلاب والأسر الحضاري للحداثة.

أستاذ بجامعة كاليفورنيا وباحث في ملف الحضارة
أزعم أن إعداد الفرد للفعل الحضاري يحتاج إلى منهج التزكية نفسه المسطر في تراثنا الراقي، فأول السير إلى الله يكون بالتخلية، وهي هنا التخلي عن الاستلاب والأسر الحضاري للحداثة.
لقد مدح الله سبحانه أولي الألباب الذين يغوصون بنظرهم وفكرهم إلى لباب الأمر وحقيقة الشيء ولا يقفون عند ظواهر الأمور، فكما قال أهل العلم: فرق بين من ينظر إلى النواة فلا يرى فيها شيئا ومن يرى فيها نخلة.
البعث الحضاري يرتبط بالقيم الحضارية، وعلى هذا درج كل من نظر وكتب عن هذا البحث، والمتأمل في هذه الرؤى قد يلتبس عليه موقع هذه القيم ودورها.
للتاريخ وجهة أخرى مرتبطة بالتداول الحضاري بين الأمم تتناول في معظمها مسار المعرفة في نشأتها وانتقالها وإبداعها والإضافة لها بين الدول المختلفة وقليل منها يتناول مسار المنتجات غير المعرفية لأمم الأرض.
ما التوازن الدقيق بين الانهماك في ألم “الآن” والانشغال بأمل “المستقبل”؟ هل العلاقة بينهما تراتبية زمنية أم أن الجهة منفكة بينهما من حيث الطرح وخارطة العمل والفكر؟
الحضارة هي مجموع الإنتاج المعرفي والفني والقيمي لثقافة ما في إطار الزمان والمكان..
جاءت إرادة الخالق بأن ينضبط هذا الكون بسنن لا تتبدل ولا تستثنى ولا تُغلب، هذه السنن يأتي على رأسها قانون الأسباب الذي يقضي بأنه لا نتيجة إلا بمقدمات مستوفاة.