يعتقد دعاة الحل العلماني أن سبب الصراعات التي ترتدي ثوبا دينيا مذهبيا، أو طائفيا، أو نحو ذلك وتناميها يوما بعد آخر يعزى إلى الدين، من حيث ارتباطه بالدولة أو بالسياسة.
أحمد محمد الدغشي
أستاذ الفكر التربوي بجامعة إغدير التركية
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
بدأت تشتهر بعض هذه الأنظمة بمحاربة الفضيلة والعفة والأصالة، وتتبنى ما يضادها، فتقف مع أعداء الأمة، بمن في ذلك الكيان الصهيوني مؤخرا، ويتبجح بعضها بهذا جهارا نهارا، فيصطف مع العدو علانية.
من خلال إدراكنا لنمط النموذج العلماني في التفكير؛ فأشعر كما لو أن بعض العلمانيين، أو ضحايا هذا النموذج من أبناء المجتمع الإسلامي؛ قد يوجه أصابع الاتهام مباشرة – كما هي عادة جمهرة العلمانيين.
المقدرة على الخلق، التي كانت من صفات الإله؛ أصبحت في المنظومة الدينية العلمانية من صفات الإنسان، ومن هنا ظهرت فكرة التقدم. وهذه العقيدة العلمانية هي الإطار المرجعي لكل من الليبرالية والاشتراكية..
لا يزال مصطلح “الأيديولوجيا العلمانية” شائعا ومستخدما في الأدبيات العلمية والمؤسسات الأكاديمية الكبرى، بأقلام مفكرين آخرين وباحثين عدة، بمختلف درجاتهم ومستوياتهم العلمية والفكرية..
نعود في هذا الجزء إلى رؤية عزمي بشارة، حيث هو من الفريق الذي لا ينازع في أن مصطلح العلمانية يحمل المعنى الأيديولوجي، وفق الأدبيات المختلفة له..
سنستعرض في هذه السلسلة رؤية عدد من المفكرين والفلاسفة حول العلمانية بين الأيديولوجيا والحيادية، مع مناقشة ذلك، والتعليق عليه..
تبين لنا أن محمودا يرى بعبارات صريحة جلية؛ أن الدين -في الفكر الإسلامي- عاش -ولا يزال- في تآلف وتعانق مع العلم؛ فإننا سنراه هنا يعزز موقفه سالف الذكر ذلك، بما هو أشد جرأة وقوة..
لا يكاد الجدل يتوقف بين الباحثين وجمهرة المثقفين -ودعاة العلمانية منهم بالخصوص- حول مصطلح العلمانية، من حيث فتح العين وكسرها، لما لذلك من دلالات في الاستعمال، وانعكاس مباشر على الفكر والسلوك..
يستمر برنارد لويس في إبراز التمييز بين طبيعتي الدين المسيحي والدين الإسلامي “فالفصل بين الكنيسة والدولة، وهو الأمر العميق الجذور في الديانة المسيحية، لم يكن له أي وجود في الإسلام..