لا يستهدف إبراهيم عجوة من هذا المقال الخوض في مدى صدقية وثائق ويكيليكس التي لا يمكن حسمها بيقين عالٍ، بقدر ما يستهدف تسليط الضوء على وظيفة عملية التسريب ذاتها ومن المستفيد منها، والقلق الأميركي المفتعل حولها، والاعتذار السمج للأصدقاء الذين طالهم بعض الشرر.
أسئلة كثيرة يطرحها عجوة حول جذور الانقسام وتنحصر في التساؤل: هل هو سياسي أم اجتماعي؟ هل هو داخلي بحت, أم هو داخلي ولكن كتجل خارجي؟ داعيا قيادات الفصائل الفلسطينية لرسم خطوط تصالحاتها على أساس من الوعي وليس على إيقاع التجاذبات العربية والإقليمية.
الأردن في المفهوم الصهيوني هو نقطة على خط إستراتيجي للهيمنة والتقطيع المستهدفة من الكيان الصهيوني في المنطقة كما يقول الكاتب عجوة، مؤكدا أن حرق فلسطين في الأردن سيشعل ناراً لا مجال لإطفائها وستطال الجميع بألسنتها، وستكون الكارثة الأكبر بعد النكبة الفلسطينية.
يعرض إبراهيم عجوة في هذا المقال ما يعتبره جوَّ العجز والضعف الشامل لدى جميع الأطراف التي ستتجه إلى المفاوضات المباشرة، ويتنبأ بالنتائج التي قد تنتهي إليها هذه المفاوضات، معتبرا أنها ستكون على حساب الطرف العربي.
يرى عجوة أن المنتج الأساس للثورة التقانية سيقود بالضرورة إلى انهيار نظرية النخبة كمحرك للتاريخ, وتعميم المعرفة والنخبوية لتصبح أفقية وليست هرمية وما يستدعيه ذلك من بناء تنظيمي أفقي وليس هرميا على كل المستويات, فأفقية المعرفة تستدعي أفقية البناء التنظيمي.
يتساءل عجوة عن مصير المشهد في منطقة الشرق الأوسط المهددة بالسقوط في الوقت الذي تسعى فيه أميركا إلى ترتيب المنطقة حسبما تريد، فهل سيؤدي هذا المشهد إلى سقوط أحد الأطراف في خيار الهاوية ما يؤدي بالضرورة إلى هز المشهد وتساقط الآخرين معه؟!
يعتقد عجوة أن إسرائيل بعيدة عن القيم المعيارية والأخلاقية لعقلانية الدولة الحديثة، لهذا نشأت الرغبة الدولية في إيجاد إما مظلة هبوط آمنة لهذا الكيان، أو ميتة شريفة إذا صح التعبير. لكن هذا لا يعني التسليم بالفشل النهائي للمشروع ولا التسليم بموته.
ينظر عجوة بعين الشك إلى نظرية دايتون التي تسعى لتوليد حالة من الاغتراب الفلسطيني من خلال خلق سلالات جديدة وحالات اغتراب مجتمعية تمتد إلى الشرق الأردني حيث نصف المجتمع, ورغم إيمان الكاتب بفشل هذه النظرية فإن هشاشة المجتمع تجعل الخوف مشروعا.
يقارن الكاتب إبراهيم عجوة في مقالة المشروع الصهيوني بالنموذج النازي، ويقول إن ما يجري من توحش استيطاني في القدس يشكل استمراراً للمدرسة الجيوبوليتيكية االصهيونية لتي تتوسع في الأرض والحدود ونهب الثروات، بقدر ما تقرر من إستراتيجيات سياسية تفرضها من خلال فائض القوة.
يتحدث الكاتب إبراهيم عجوة عن أهم إنجازات الثورة الفلسطينية المعاصرة، وحركة فتح بالتحديد، ويرى أنها تتجلى في إبرازها الهوية النضالية الفلسطينية وتكريس شرعيتها عربياً ودولياً، وتكذيب الرواية الصهيونية القائلة إن فلسطين أرض بلا شعب، في مواجهة المحاولات الصهيونية لإبادة هذه الهوية.
