عامر خان يغرد منفردا بمسيرة بوليودية مميزة

على الرغم من أن الممثل الهندي عامر خان لم يحظَ بالجماهيرية الدولية الواسعة التي نالها نجوم بوليود من جيله مثل شاروخان وسلمان خان، فإنه اتبع إستراتيجية فنية مميزة مكنته من تحقيق إنجازات فريدة لم يصل إليها العديد من ممثلي الصف الأول. فمن خلال اختياراته الدقيقة لأفلام ذات قيمة فنية عالية، ساهم عامر خان في رفع مستوى السينما البوليودية على الساحة العالمية.
فيما يلي، سنستعرض الإستراتيجيات التي مكّنت عامر خان من تحقيق هذه الإنجازات الاستثنائية، والتي جعلته يستحق أعلى التكريمات في الهند، بحصوله على جوائز مثل بادما شري وبادما بوشان.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsفيلم "أنورا".. هل تستحق "ساندريلا الفاسدة" 5 جوائز أوسكار؟
القضايا الاجتماعية قبل أي شيء
بينما ركز بعض صناع السينما البوليودية على إنتاج أفلام تجارية تقليدية تعتمد على مشاهد الأكشن المبالغ فيها، وتغلب عليها الطابع الكوميدي والرومانسي، اختار عامر خان تقديم أعمال سينمائية تتناول قضايا اجتماعية مهمة تؤثر في الوعي العام. ففي فيلم "نجوم على الأرض" (Taare Zameen Par)، الذي قام ببطولته وأخرجه، تناول مشكلات الأطفال المصابين بعسر القراءة في المرحلة الدراسية. كما سلط الضوء على تمكين المرأة من خلال فيلم "النجمة السرية" (Secret Superstar). حتى في أعماله الكوميدية، حرص على تقديم رسائل مجتمعية، مثل محاربة الخرافات المنتشرة في المجتمع الهندي في فيلم "بي كي" (PK).
ونظرا لصعوبة العثور على نصوص سينمائية هادفة، لا يهتم عامر خان بالظهور السنوي في إنتاجات جديدة. بالإضافة إلى ذلك، دفعه اهتمامه الحقيقي بقضايا مجتمعه إلى إنتاج وتقديم برنامج تلفزيوني بعنوان "الحقيقة وحدها تنتصر" (Satyamev Jayate)، الذي ساهم في تغيير بعض القوانين المدنية في الهند.
التحول الكامل من أجل الأدوار
يُعرف عامر خان بتفانيه في تجسيد شخصياته، متبعا نهجا مشابها لأسلوب هوليود في التحضير للأدوار. فعلى سبيل المثال، التزم بنظام غذائي ورياضي صارم ليظهر بعضلات بارزة في فيلم "غاجيني" (Ghajini) عام 2008، حيث جسّد دور زعيم عصابة. كما يُشيد بقدرته على زيادة وفقدان الوزن في فترات زمنية قصيرة لتجسيد شخصية رجل في مراحل عمرية مختلفة في فيلمه الشهير "دانغال" (Dangal).
بالإضافة إلى ذلك، أظهر عامر خان تحولات جسدية ملحوظة في أفلام أخرى مثل "فناء" (Fanaa)، "إطلها بالزعفران" (Rang De Basanti)، و"مانغال باندي: الصعود" (Mangal Pandey: The Rising).

ملك شباك التذاكر
تمكّن النجم الهندي عامر خان، البالغ من العمر 59 عامًا، من تحطيم الأرقام القياسية في شباك التذاكر البوليودي، حيث كان أول ممثل في تاريخ مومباي تتجاوز إيرادات أفلامه حاجز 100 كرور هندي، أي ما يعادل 22.5 مليون دولار أميركي وفقًا لسعر الصرف الحالي.
لذلك، من الطبيعي أن تتصدر بعض أفلامه قائمة الأعلى إيرادًا في بوليوود، مثل فيلم "دانغال" (Dangal)، الذي يُعد الأعلى ربحًا على الإطلاق، بإيرادات بلغت حوالي 330 مليون دولار عالميًا. كما حقق فيلم "النجمة السرية" (Secret Superstar) إيرادات تجاوزت 116 مليون دولار (بناءً على 966 كرور هندي). أما فيلم "بي كي" (PK)، فقد جمع حوالي 120 مليون دولار، بينما حقق فيلم "3 بلهاء" (3 Idiots) أكثر من 70 مليون دولار عالميًا.
التحليق نحو العالمية
على الرغم من تركيز عامر خان على السينما الهندية وعدم مشاركته في أي أعمال في هوليود أو السينما الآسيوية الأخرى، فإنه حقق إنجازات عالمية بارزة. فقد ترشح فيلمه "الضريبة" (Lagaan) لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 2001، ليصبح ثالث فيلم هندي يصل إلى هذا الترشيح المرموق، ولم يتمكن أي فيلم بوليودي من تحقيق هذا الإنجاز منذ ذلك الحين.
بالإضافة إلى ذلك، لعب عامر خان دورًا بارزًا في توسيع آفاق بوليوود في الأسواق السينمائية الآسيوية، خاصة في الصين. فقد حقق فيلمه "3 بلهاء" (3 Idiots) نجاحًا كبيرًا هناك، حيث تجاوزت إيراداته 11 كرور روبية هندية (حوالي 2.5 مليون دولار أميركي وفقًا لسعر الصرف عام 2011) في غضون أسبوعين من عرضه. أدى هذا النجاح إلى دبلجة الفيلم إلى اللغات الصينية والكورية والإسبانية، مما ساهم في انتشاره عالميا.
كل هذه النجاحات جعلت عامر خان واحدا من أعلى الممثلين أجرا في بوليود، حيث يتراوح أجره بين 12 و33 مليون دولار للمشاركة في العمل الفني الواحد، وفقا لإحصائيات مجلة "فوربس" الأميركية.