السيمفونية السورية.. مالك جندلي يروي حكاية 13 عاما من الثورة بـ4 حركات في الدوحة

Syrian-American pianist and composer, Malek Jandali gestures on stage on May 16, 2015 in Dubai. A winner of the 2014 Global Music Awards' gold medal, Jandali has for years sought to uncover ancient melodies for modern audiences but says he is now focussed on the future, both in terms of composition and what will befall the land of his upbringing. AFP PHOTO / KARIM SAHIB (Photo by KARIM SAHIB / AFP)
تميّزت موسيقى مالك جندلي بأعمال تحاكي التراث الحضاري لسوريا مثل "أصداء من أوغاريت" الذي استلهمه من أقدم تدوين موسيقي في العالم (الفرنسية)

احتضن مركز قطر الوطني للمؤتمرات العرض الأول للسيمفونية السورية للموسيقار السوري مالك جندلي في المنطقة مساء أمس السبت.

وتعد السيمفونية السورية الأولى من نوعها، إذ تتناول بحركاتها الأربع مختلف مراحل الثورة التي أسقطت نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.

وبدأ الموسيقار الذي ينحدر من مدينة حمص (وسط سوريا) بتأليفها في أميركا -حيث يقيم- في عام 2011، وعُزفت للمرة الأولى في قاعة كارنيغي بنيويورك في 31 يناير/كانون الثاني 2015.

وتتألف السيمفونية السورية من 4 حركات؛ تتميز الأولى بسرعة حركتها وتحكي عن اندلاع الثورة في 15 مارس/آذار 2011، حين انطلقت المظاهرات المطالبة بالحرية، وقابلتها سلطة الأسد بالقتل والتعذيب والتنكيل بالمعتقلين.

أما الحركة الثانية فتتميّز بتوسّط سرعتها وإيقاعاتها الرشيقة، بينما يغلب الحزن والسوداوية على الحركة الثالثة التي تحكي عن المجازر والإبادة الجماعية التي تعرّض لها ملايين السوريين على مدار 13 عاما على يد نظام الأسد.

أخيرا، تنتهي الحركة الرابعة بذروة هائلة تؤكد المضي في طريق الثورة إيمانا بقدرة الشعب على الانتصار والوصول إلى غاياته، بغض النظر عن الظروف الصعبة التي عايشها، وهو ما تحقق بالفعل في نهاية العام الماضي.

ويعد مالك جندلي أحد أشهر الموسيقيين السوريين الذين وصلوا إلى العالمية، إذ عُرف بمؤلّفاته التي تمزج الأصالة الشرقية بأدوات الموسيقى الكلاسيكية الغربية.

وُلد في ألمانيا عام 1972 لأبوين سوريين من مدينة حمص، ونشأ في كنف بيئة موسيقية وفنية، قبل أن يتلقّى تعليمه في المعهد العالي للموسيقى بدمشق، ثم يكمل دراسته في الولايات المتحدة.

تميّزت مسيرته الموسيقية بأعمال تحاكي التراث الحضاري لسوريا، مثل "أصداء من أوغاريت" (Echoes from Ugarit) الذي استلهمه من أقدم تدوين موسيقي في العالم عُثر عليه في مملكة أوغاريت السورية.

كذلك يُعرف جندلي بمواقفه الإنسانية ونشاطه المجتمعي، إذ أسّس مؤسسة "بيانوز فور بيس" (Pianos for Peace) التي تهدف إلى نشر قيم السلام من خلال الموسيقى ودعم القضايا الإنسانية والثقافية.

قدّم حفلات في أرقى المسارح العالمية على غرار كارنيغي هول ونال العديد من الجوائز والتكريمات تقديرا لإسهاماته الفنية، لا سيما في الحفاظ على الهوية الموسيقية السورية والتعريف بها عالميا. وقد أكسبه حضوره الفعّال في القضايا المرتبطة بالشأن السوري اهتماما واسعا لدى الإعلام والجمهور على حدّ سواء.

المصدر : الجزيرة

إعلان