بعد سنوات من الغياب الفني.. أحمد عيد للجزيرة نت: لن أقدم دور الصعيدي مرة أخرى
بعد غياب قارب 7 سنوات عن الساحة الفنية، لم يظهر خلالها على الشاشة الصغيرة في مصر؛ فاجأ الفنان الكوميدي أحمد عيد الجمهور بتقديم شخصية شريرة في مسلسل "عملة نادرة" الذي يعرض حاليا في رمضان.
ويشارك عيد بطولة المسلسل إلى جانب نيللي كريم، ليصبح حديث الجمهور ومنصات التواصل الاجتماعي، لا سيما بعد ظهوره في حفل "جوي أواردز" (Joy Awards) في يناير/كانون الثاني الماضي، وتصريحاته بشأن عدم دعوته للمهرجانات الفنية في مصر، وتوضيحه المتكرر أنها كانت مجرد دعابة قطعت من سياقها.
الجزيرة نت التقت الفنان المصري أحمد عيد، وأجرت معه هذا الحوار:
-
لماذا اختفى أحمد عيد عن الساحة الفنية لسنوات؟
لم يكن اختفاء، لكن الأعمال المعروضة علي خلال الفترة الماضية لم تكن مناسبة، وعرض علي هذا العام مسلسلان من أكبر الأعمال في الموسم الرمضاني الحالي لاثنين من كبار المخرجين على الساحة الفنية، فلم أتردد في قبولهما، لذلك كان الرفض لأسباب فنية وأسباب خاصة لا أرغب في الخوض فيها.
-
ربط الجمهور بين مشاركتك في مسلسل "عملة نادرة" بعد غياب فني طويل وظهورك في مهرجان البحر الأحمر الذي رحب به رواد منصات التواصل.
على العكس تماما، أنا بدأت تصوير مشاهد عدة من مسلسل "عملة نادرة" قبل سفري للمهرجان، وسافرت إلى السعودية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقدمت مسرحية عُرضت في موسم الرياض، ثم عدت إلى مصر لاستكمال تصوير مشاهد المسلسل، ثم سافرت إلى مهرجان البحر الأحمر، واستأنفت بعدها تصوير مشاهدي في المسلسل.
-
لكن الإعلان عن مشاركتك في المسلسل كان بعد ظهورك في مهرجان البحر الأحمر؟
نعم، لأنني لا أحب التواجد الإعلامي، ولا أفضل الظهور في البرامج والمقابلات الصحفية لأتحدث عن أعمالي المقبلة.
-
غيابك عن التواجد إعلاميا وعلى منصات التواصل هل يؤثر عليك سلبا؟
هذه طبيعتي الشخصية، ليست لدي القدرة على إنشاء علاقات مع المحيطين، لا أقبل على التجمعات، وفي كثير من الأوقات أسأل نفسي: لماذا أعيش وحدي؟ ولكن أجد أن ذلك أفضل لي، حتى لو أثر ذلك على عملي، فأنا لا أتفاعل ولا أتكلم كثيرا ولا أحب الظهور كثيرا أيضا.
ومؤخرا، أصبح لدي من يدير صفحتي على فيسبوك وإنستغرام، ويطلب مني نشر صوري الشخصية أو "ستوري" (قصص مصورة على إنستغرام)، أحاول بالفعل أن أتعاون معه في ذلك، لكن هذا ضد طبيعتي.
-
لكن معظم الفنانين يهتمون بالتواجد على منصات التواصل الاجتماعي؟
"يعني بعد ما شاب ودوه الكُتاب"، أنا لا اهتم بهذه الأمور ولا أحب تعلمها.
-
ربط البعض بين غيابك وبين كونك انطوائيا؟
خلال الفترة الماضية كنت أتلقى بعض العروض على فترات متباعدة نوعا ما، وبالتأكيد ليست بالمعدل نفسه الذي كان يعرض علي في الماضي، لكن ما لا يعرفه كثيرون أنه حين يعرض علي عمل فني أظل مترددا طويلة في دراسة الفكرة، سواء بالقبول أو الرد.
على سبيل المثال، إذا عرض علي سيناريو أصاب بحالة من التوتر، لأنه في حالة إن كان السيناريو ضعيفا أصاب بالإحباط، وإذا كان جيدا أخاف ألا يكتمل المشروع، لذلك فالإقدام على أي خطوة يأخذ مني وقتا طويلا إلى حد ما.
ربما دوري في مسلسل "عملة نادرة" يفتح لي الطريق لتقديم أدوار غير كوميدية، وأقدم شخصيات مختلفة، فأنا لا أحب التكرار، لكن أتمنى أولا النجاح في هذا العمل، وأرجو أن أكون قدمت الشخصية التراجيدية بصورة مقنعة، لأنني لا أتابع مشاهدي في "المونيتور" (شاشة عرض المشاهد داخل مكان التصوير) ولا في المونتاج ولا أشاهد أعمالي في عرضها الأول.
-
لماذا تغيب عن منطقتك الآمنة في الأدوار الكوميدية التي عرفك بها الجمهور لتقديم شخصية شريرة للغاية؟
لأنني كما قلت أعود بعد غياب، لذلك كان يجب أن تكون عودتي مختلفة في دور غير متوقع.
الأدوار الكوميدية صعبة؛ فيها عفوية وارتجالية وحالة من التلقائية، لكن التراجيدي يحتاج إلى الاستعداد الجيد ودراسة الشخصية؛ دراسة نفسية لتاريخها ومشكلاتها الاجتماعية، ولو هناك مشهد بكاء مثلا يجب على الممثل استرجاع مواقف حزينة ليتمكن من البكاء الحقيقي.
لذلك تحمست لشخصية مسعود عبد الجبار، لأنها عكس طبيعتي، شخصية ظالمة، وأنا في حياتي شاهدت شخصيات قريبة من مسعود، وكنت أتمنى تجسيد تلك الشخصيات، ربما تحدث فرقا مع الناس.
-
ماذا عن صعوبة اللهجة الصعيدية؟
اللهجة الصعيدية صعبة، خاصة أنني من محافظات الوجه البحري، وأول مرة أقدم هذا الدور، لكن بالطبع تدربت على اللغة مع مراجعة مصحح لغوي، وأعتقد أنني لن أقدم شخصية الصعيدي مرة أخرى، ليس بسبب صعوبتها ولكن لأنني أفضل الظهور بشكل جديد في الأدوار القادمة.
من يريد أن يقدمني في دور جديد، يجب أن يحاول إخراج شيء جديد مني، ويذاكر الشخصية معي ويتعب ويعلمني ويتحملني كممثل. أنا لست "زكي طليمات" (أحد رواد المسرح المصري)، بل أحتاج دائما لمن يعلمني لننجح سويا.