من هم عظماء أفلام المافيا الثلاثة الذين فقدتهم هوليود في أقل من شهرين؟

3 نجوم عظماء جمعتهم أفلام المافيا، وتوطدت بينهم صداقة حميمة جعلتهم يظهرون معا في الأماكن العامة بمعظم الأحيان، وفقدتهم هوليود في أقل من شهرين بعد أن اشتهروا بتجسيد حياة رجال العصابات الخيالية على الشاشة، وبمساهمتهم في تطوير شكل أفلام العصابات، وهم راي ليوتا وجيمس كان وتوني سيريكو.
و"راي ليوتا" هو نجم فيلم المافيا الكلاسيكي "الرفاق الطيبون" (Good fellas) 1990، الذي أخرجه مارتن سكورسيزي، ولعب فيه ليوتا (هنري هيل) دوره الأعظم، أمام روبرت دي نيرو، وجو بيسكي في "أحد أكثر الأفلام ديناميكية عن الحياة الإجرامية وإغراءاتها"، كما يقول الناقد السينمائي ريان غيلبي.
أما "جيمس كان" فهو نجم "العرّاب" (The Godfather) 1972، أيقونة أفلام العصابات الحديثة، للمخرج فرانسيس دي كوبولا.
والثالث هو "توني سيريكو" الذي لعب دور رجل عصابة يُدعى توني، أمام ليوتا في فيلم "الرفاق الطيبون"، واشتهر بدور بولي "ولناتس" غوالتيري، في الدراما التلفزيونية الإجرامية "السوبرانو" (The Sopranos)، التي عُرضت على شبكة "إتش بي أو" (HBO) لـ6 مواسم، من 1999 إلى 2007.
أداء مذهل
"لا يمكنك أن تُغمض عينيك عنه"؛ هذا ما قاله المخرج مارتن سكورسيزي، بعد إعجابه بأداء "راي ليوتا" (Ray Liotta)، في فيلم "شيء بري" (Something Wild) 1986، وفيلم "حقل الأحلام" (Field of Dreams) 1989.
وتناول سكورسيزي في مقاله بصحيفة "الغارديان" (theguardian) البريطانية الأداء المذهل لليوتا، الذي "لم يفوت أي شيء" في فيلمه "الرفاق الطيبون" الحائز على جائزة الأوسكار، وهو يُقدم "مزيجا نادرا لشخصية تتمتع بالسحر الكافي للموازنة بين أن يكون خطيرا، وأن ينزع سلاحه أحيانا، وأن يكون ضعيفا أحيانا أخرى، وأن يبدو وكأنه شخص بريء، وهو يشاهد كل شيء".
راي ليوتا الذي اكتسبت وسامته وصفاته الزئبقية خاصية مغناطيسية في فيلم "الرفاق الطيبون"، فبدا مغريا ومرعبا بعينيه الزرقاوين، ينضح بابتسامة محيرة وثقة بالنفس مستفزة"، بحسب الناقد غيلبي.
وقال ليوتا لمجلة "بيبول" (People) العام الماضي "لم أرد يوما أن أكون رجل عصابات، فلم أشارك في قتال أبدا"، ورفض تصنيفه كشرير أو رجل عصابات، واعتذر عن مسلسل السوبرانو.
وُلد ليوتا في 18 ديسمبر/كانون الأول عام 1954، بولاية نيوجيرسي الأميركية، ودرس الدراما بجامعة ميامي، بعد أن نشأ في منزل الكاثوليكي الروماني ألفريد ليوتا، تاجر قطع غيار السيارات، الذي تبناه وهو بعمر 6 أشهر. وظل معتقدا أنه إيطالي، حتى التقى بوالدته في الأربعينيات من عمره، واكتشف أنه أسكتلندي.
وفي 26 مايو/أيار الماضي، وبينما كان ليوتا في جمهورية الدومينيكان لتصوير فيلم "مياه خطرة" (Dangerous Waters)، توفي أثناء نومه في غرفته بالفندق، عن عمر يناهز 67 عاما.
مشاهد الموت
ولم تمر 40 يوما على وفاة ليوتا، حتى تُوفي الممثل الأميركي "جيمس كان" (James Caan) في السادس من يوليو/تموز الجاري، عن عمر يناهز 82 عاما. وهو النجم الذي اشتهر بدور سوني، الابن المتهور لزعيم المافيا، في ملحمة "العرّاب" عام 1972.
وقال الناقد أندرو بولفر، إن "مشهد موته المروع -حيث تطلب تزويده بأكثر من 140 من كرات الدم المتفجرة المخصصة لمحاكاة جروح الطلقات النارية- سيظل بارزا". وتم ترشيحه لجوائز أوسكار، وإيمي، وغولدن غلوب.
وُلد جيمس "إدموند كان" في 26 مارس/آذار عام 1940، لأب يهودي يعمل جزارا في حي برونكس بنيويورك، وعرف طريق التمثيل عندما بدأ الدراسة في جامعة هوفسترا، والتقى بفرانسيس فورد كوبولا، الذي رشحه لفيلم "العرّاب"، ونعاه قائلا "لن تُنسى أفلامه والأدوار العديدة التي لعبها أبدا".
وقبل طفرة "العرّاب"، لعب جيمس دور راعي بقر مقامر، في فيلم "الدورادو" (El Dorado) 1967. أما بعد "العرّاب"، فقدم أدوارا متنوعة في عدة أفلام، حيث لعب دور أستاذ أدب يصارع إدمان القمار في فيلم "المقامر" (The Gambler) 1974، ورُشح عنه لجائزة غولدن غلوب، ثم دور رجل استعراض في فيلم "سيدة مرحة" (Funny Lady) 1975، ورُشح عنه أيضا لجائزة غولدن غلوب.
كما لعب دور محطم خزائن أنيق يتلاعب بزعماء العصابات، في فيلم "لص" (Thief) 1981، ودور الكاتب الروائي أسير الممرضة المتوحشة في فيلم الرعب "بؤس" (Misery) 1990، والذي نعاه مخرجه روب راينر، قائلا "كنت أحب العمل معه، لكونه ممثلا فطريا موهوبا".
ثم ما لبث أن عاد للعب دور رجل مافيا، في فيلم "ميكي بلو إيز" (Mickey Blue Eyes) 1999، قبل أن يتحول إلى الكوميديا في فيلم "قزم" (Elf)، عام 2003.
رجل العصابات
وبعد وفاة "جيمس كان" بيومين، توفي ثالث المجموعة، الممثل الأميركي "توني سيريكو" (Tony Sirico)، في الثامن من يوليو/تموز الجاري، عن عمر يناهز 79 عاما، قبل 3 أسابيع من عيد ميلاده الـ80، فقد وُلد في 29 يوليو/تموز 1942، بنيويورك، لعائلة كاثوليكية من أصل إيطالي.
ولم يذهب سيريكو إلى الجامعة كرفاقه، بسبب بداياته التي مهدت لدوره العنيف الذي اشتهر بلعبه كرجل عصابة شرير مُصاب بجنون العظمة. فقد ترك المدرسة مبكرا، و"بدأ يختلط بالنوع الخطأ من الرجال" على حد تعبيره، وتم القبض عليه 28 مرة، كان آخرها في عام 1970، وحُكم عليه بالسجن لمدة 4 سنوات، قضى منها 20 شهرا، تعرف خلالها على فرقة تمثيلية مؤلفة من محكومين سابقين، وقرر أن يودع عالم الجريمة، ويجعل التمثيل حياته الجديدة.
وأدى ظهوره في فيلم "كريزي جو" (Crazy Joe) 1974 إلى حصوله على عضوية نقابة الممثلين، وانهالت عليه الأدوار الثانوية في السينما والتلفزيون، حتى حقق له دور باولي غوالتيري في مسلسل "السوبرانو" شهرة مدوية، وأهداه جائزة نقابة ممثلي الشاشة في عام 2000.
أيضا مَثّل سيريكو في مجموعة من أفلام العصابات، بما في ذلك الفيلم الكوميدي "موب كوين" (Mob Queen) 1998، وشارك في 6 أفلام للمخرج وودي آلن، وقال عنه بوب ماكجوان، مدير أعماله، إنه "كان متفانيا في دعمه للجمعيات الخيرية"، وكتب عنه زميله مايكل إمبيريولي، أنه "كان مخلصا وطيب القلب"، لدرجة أنه عندما اكتشف أن دوره في مسلسل السوبرانو، يتضمن قتل امرأة، قال للمخرج ديفيد تشيس "لا تجعلني أقتل امرأة، لن أضع يدي عليها"، واضطر تشيس لاستعمال وسادة لتمثيل مشهد الخنق.