بعد نجاحه المدوي.. مسلسل "اللعبة 3" يفقد جمهوره ويقع في فخ الملل

بعد موسمين من النجاح الساحق ونسب المشاهدة العالية وتصدر محركات البحث على منصات التواصل الاجتماعي، سقط مسلسل "اللعبة 3: اللعب مع الكبار" في فخ الملل وضعف المحتوى، مما أفقده جزءا كبيرا من جماهيريته وبات عشاقه يتحدثون عنه سلبا، بعد أن كانت المواسم السابقة بمثابة جرعتهم اليومية من الضحك والسعادة.
لماذا خسر حب الجمهور؟
مثلما كان للموسمين الأول والثاني أسباب دفعتهما إلى النجاح السريع، حظي الموسم الأخير -والذي يجري عرضه حاليا على منصة "شاهد"- بأسباب أيضا أدت إلى سقوطه في هوّة، أغلب الظن أنه لن ينجو من براثنها، وإليكم أهمها:
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالسيسي من الإشادة بفيلم “الممر” إلى انتقاد “الإرهاب والكباب”
50 عاما على فيلم “العَرّاب”.. الأسطورة التي اعتبرها المخرج في البداية قطعة قمامة
إلى أين يتجه العالم؟ المستقبل بعيون الأطفال في فيلم “هيا هيا”
اللعب بالمضمون
أحد الأخطاء التي يقع بها صناع الأعمال الفنية، وخاصة في الوطن العربي، اللعب في المضمون، فيقومون بتقديم عمل يحقق نجاحا كبيرا لكنهم يشرعون في استنساخه دون أي ابتكار أو إضافة حقيقية.
هذا هو الخطأ الأول الذي قضى على العمل، إذ دار موسمه الجديد في الفُلك نفسه، مجرد فريقين يلعبان ضد بعضهما للفوز، دون أي حبكة متماسكة، حتى أن العمل جاء متخما بالثغرات والتفاصيل غير المنطقية منذ اللحظة الأولى.
بداية من هروب الأبطال من السجن ثم عودتهما إليه مرة أخرى دون أن يلاحظ أحد، ثم الخروج من جديد والبدء باللعب، كما لو أن الكوميديا تعني تقديم عمل مهلهل دون حَد أدنى من المنطق أو مخاطبة العقل.
بعيد عن كل السخافات اللي بتمر في يومنا بس انا زعلان عشان مسلسل اللعبة الجزء التالت متكرر وممل وده شيء محزن جداً
— روقنجي☕😎🇪🇬 (@engOmar5aled) March 6, 2022
أين الحبكة؟
قد يكون الموسم الأول جاء خاليا من الحبكة الدرامية هو أيضا، غير أن توافر عوامل نجاح أخرى وقدرة العمل الخارقة على الإضحاك، في ظل نقص المحتوى العربي الكوميدي من هذا النوع، جعل الجمهور يتقبل ذلك خاصة وأنه كان الجزء الأول ولم تكن هناك توقعات مُسبقة بصدده.
ثم جاء الموسم الثاني الذي شهد انضمام رانيا يوسف للعمل، ومن ثمّ إحدى الفرقتين، وزواج وسيم منها، مما جعل هدفه طوال الوقت اللعب من أجل تجميع المال الكافي لانفصاله عنها.
وهي الحبكة التي على سذاجتها جاءت طريفة ونتج عنها الكثير من التعقيدات والتصاعد الدرامي وبالطبع عشرات المواقف الكوميدية. لكن، في الموسم الحالي عاد العمل لنقطة الصفر بلا حبكة أو قصة، وهو أمر مؤسف ومُحبط مقارنة بمدى انتظار الجمهور طرح العمل والتوقعات المرتفعة التي بنوها عليه.
نادراً أو تقريباً لاول مره شيكو وهشام ماجد يقدموا عمل ضعيف، الجزء التالت من مسلسل #اللعبة أقل بمراحل من مستوي اول جزئين على غير المتوقع
كنت حابب إنهم يقدموا اجزاء كتير من المسلسل بعد عظمة مستوي اول جزئين، لكن بعد الجزء التالت اتمني أنه يبقي آخر جزء ونشوفهم في مسلسل تاني جديد ❤️ pic.twitter.com/Nrc09z3A3j
— Tarek Elshafei (@ttttarek) March 6, 2022
إضافة دون هدف
عادة ما تأتي الأعمال الفنية متعددة المواسم غنية بنجوم جدد كل موسم، من جهة لضخ دماء جديدة بالعمل كافية لإنعاشه أو استقطاب المزيد من المشاهدين، ومن جهة أخرى للسماح بطرح خيوط درامية مختلفة تخدم الحبكة، وهو ما نجحت رانيا يوسف في إحداثه بوقت سابق.
بالموسم الثالث، ما من إضافات مميزة أو مؤثرة، فالممثلان الجديدان حتى الآن هما محمود حافظ الذي يلعب دور "المعلِّم أبو الجمايل" ومحمود ماجد -شقيق هشام ماجد- في دور "عجمي" وكلاهما بلا أي أهمية، أو الأسوأ أن أثرهما جاء سلبيا بسبب سطحية دوريهما وثقل ظل جملهما الحوارية بل والخط الدرامي بأكمله.
المعلم بتاع الجمايل اللي ضافوه في مسلسل اللعبة ده ملوش لزمه بجد 😂😢😢
— Manar Omar (@Manar_omar94) March 6, 2022
المط والتطويل
اعتاد الجمهور في الأجزاء الأولى أن تحمل كل حلقة تحديا مختلفا، وفي حالات قليلة كان التحدي متعدد المحاور يُعرض على حلقتين، لكن أن نشهد تحديات ساذجة وشبه تافهة على 3 حلقات أو أكثر فهو شيء يبعث على الملل، ويمنح المُشاهد الإحساس بأن صناع العمل لم يكن لديهم أي مادة درامية تكفي لصنع المسلسل.
وكل ما في الأمر أنهم لم يرتضوا ألا يستثمروا نجاح الموسمين السابقين فقرروا الاستخفاف بالمشاهدين وتقديم مسلسل لا يليق سواء بالجمهور أو طاقمه، وكان من الأجدى أن يكون العمل 15 حلقة فقط وأكثر كثافة عوضا عن 30 حلقة مط وتطويل، خاصة وأن العديد من الأعمال الدرامية صارت تنتهج نهج الحلقات القليلة مُنتصرة للمضمون على الكَمّ.
اثبتت التجربة ان مستحيل مجرد تقرب من منافسة مسلسل الكبير اوي ، مستحيل
يعني مسلسل اللعبة كان بدأ يتزق للموضوع ده و لكن عاملين جزء تالت سئ اوي اوي اوي و ممل اوي اوي و استظراف و هبل ، منتهي السوء بصراحة بس اهو الواحد بيتفرج بحكم التعود
— Omar Ahmed🇩🇪 (@omarahmed26495) March 9, 2022
اللعب مع الكبار
"اللعب مع الكبار" عنوان هذا الموسم، وهو ما ظن الجمهور أنه يُشير للفيلم العربي الذي سبق وأن قدمه الزعيم عادل إمام بالتسعينيات، وبالتالي تأتي التحديات احترافية وتتمتع بالذكاء والإثارة، لكن يبدو أن صناع العمل كانوا يقصدون "الكبار سنا"!
فالتحديات حملت أسماء ألعاب مألوفة أكثر لجيل الثمانينيات والتسعينيات وليس الأجيال الحالية مثل "استغماية" و"تماثيل إسكندرية"، وبقدر ما قد يلعب ذلك على وتر "النوستالجيا" للبعض، فإنه لن يتماهى مع جيل "الـ تيك توك".
تحدي تماثيل إسكندرية في مسلسل اللعبة وجع بطني من الضحك، والله دمعت من زمان ما ضحكتش كدا!!😂😂😂😂😂
— Seham 😴 كائن يهوى الأنتخة ويكره الزن (@ElhenawySeham) March 8, 2022
ضحك كالبكاء
أن تراهن على عمل كوميدي فإذا به لا يُضحكك، وهو أمر مُحزن وعلى الأغلب سيكون السبب الأكبر لفشل الموسم الثالث من مسلسل "اللعبة".
فالأزمة لم تتوقف عند النجوم الجدد بالعمل وعدم قدرتهم على الإضحاك، ولا سذاجة التحديات والأفكار، وإنما امتدت لكَون المواقف والأحداث ككل ليست طريفة بما يكفي ولو للابتسام، ربما باستثناء تحدي "تماثيل أسكندرية".
كما أن الأبطال أنفسهم لم يعودوا قادرين على ارتجال "إفيهات" جديدة مضحكة -باستثناء محمد ثروت أحيانا- حتى أن الكثير من المتابعين غرّدوا مُطالبين بإقصاء مشاهد أحمد فتحي الذي يلعب دور سعدون.
ياريت القائمين على مسلسل اللعبة يشيلوا مشاهد شخصيه سعدون اللي فاتت واللي هتيجي 🙂
— Mohamed ElGendy (@MG__74) March 2, 2022
احمد فتحي اتقل دم في مسلسل اللعبة لتالت موسم عالتوالي
— Mahmout ™ (@MamoR12k) March 3, 2022
ساعات باحس ان الإجماع على مسلسل اللعبة دة مقلب كبير كلكم مشتركين فيه و إن الكوميديا ماتت خلاص في ٢٠١٤ واحنا اللي قتلناها
— نُوْرَانْ (@NoranAshraf) March 9, 2022
المطالبة بموسم جديد
يذكر أن مسلسل "اللعبة 3: اللعب مع الكبار" تأليف أحمد سعيد والي وإخراج معتز التوني، وبطولة شيكو، هشام ماجد، ميرنا جميل، مي كساب، محمد ثروت، أحمد فتحي، سامي مغاوري، عارفة عبد الرسول.
ووفقا لتصريحات شيكو لبعض المواقع الفنية، فإن فريق العمل لم يكن ينوي تقديم جزء ثالث، لكنهم تراجعوا عن قرارهم نتيجة تفاعل الجمهور الضخم مع أول جزأين والمطالبة بموسم جديد، فهل يستجيب صناع العمل لرغبة الجمهور هذه المرة أيضا فلا يعودون بموسم رابع؟