نسرين بنشارة بطلة الفيلم المغربي "ملكات": أتمنى تقديم قضايا للمرأة والرجل من دون تصنيف
يحكي الفيلم المغربي "ملكات"، للمخرجة ياسمين بنكيران، قصة ملاحقة الشرطة لبطلات العمل الثلاث، عبر مسيرة طويلة يعبرن فيها منطقة جبال الأطلس وصخوره الحمراء ووديانه المزهرة، ليصلن في المرحلة الأخيرة إلى جنوب المغرب.
حكاية مثيرة لثلاث نساء، تقرر إحداهن (الممثلة نسرين الراضي) الهروب من السجن مع ابنتها المراهقة (ريحان جاران)، وتجبران "أسماء" على قيادة شاحنة للهروب من الملاحقات الأمنية، وهي الشخصية التي تلعبها الممثلة المغربية الشابة نسرين بنشارة.
استطاعت بنشارة في الفيلم، الذي شارك في أسبوع النقاد بمهرجان البندقية السينمائي في دورته الأخيرة، أن تجسد شخصية تحمل تحديا كونها امرأة تعيسة في حياتها الزوجية، فتستسلم للخضوع لتلك الرحلة الخطرة مع امرأة خارجة عن القانون.
"الجزيرة نت" حاورت الممثلة المغربية نسرين بنشارة حول بعض تفاصيل العمل، الذي يشارك ضمن مسابقة "روائع عربية" في الدورة الثانية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي في المملكة العربية السعودية.
-
حدثينا عن مشاركة فيلم "ملكات"، الذي تلعبين بطولته مع نسرين الراضي، ضمن مسابقة "روائع عربية" في مهرجان البحر الأحمر السينمائي في السعودية، وكيف ترين المهرجان؟
إنها المرة الأولى التي أحضر فيها في السعودية، وأنا سعيدة بحضوري بمشاركة الفيلم في المهرجان، وقد لمستُ تنظيما كبيرا وشغفا سينمائيا واضحا، فضلا عن حالة من الترحيب والمودة أثناء عرض الفيلم، وهو ما أسعدني كثيرا.
كما يسعدني ما تشهده المملكة من حراك على هذا الصعيد، وأرى أنه خطوة مهمة بالنسبة إلى السينما السعودية والعربية عموما.
-
ماذا عن تجربتك الأولى مع المخرجة ياسمين بنكيران إلى جانب الممثلة المغربية نسرين الراضي، إذ بدا واضحا التجانس بينكن في الفيلم؟
تعاملي مع المخرجة بنكيران هو الأول، إذ لم أكن أعرفها سابقا، وجمعتنا جلسات عمل على السيناريو قبل أن نبدأ التصوير، فكان هناك تناغم وتفاهمٌ بيننا، وكذلك مع الممثلة المغربية الشهيرة نسرين الراضي.
وقد اقتربنا سويا في ورشة العمل الخاصة بالفيلم، فكنا نمضي معا أوقاتا طويلة، خصوصا وقت التصوير. وتجربتي معهما تميّزت بالشق الإنساني أيضا، فهما رائعتان على المستوى الإنساني، وعلى المستوى المهني استفدت كثيراً من خلال الخبرة والتعاون معهما، ولم يكن هناك أي شيء مزعج بيننا جميعا أثناء التصوير، وهو ما جعل المشاهد يشعر بهذا التناغم.
-
شخصيتك "أسماء" في الفيلم تحمل شقين، فهي تعمل في ميكانيكا السيارات وتقود شاحنة كبيرة، وهي أيضا زوجة تعيسة وشخصية تعبّر فقط بتعابير الوجه بلا كلام، كيف حضرت للشخصية والصعوبات التي واجهتكِ لتجسيدها؟
الشق الأول كان تحديا كبيرا، إذ كنت حريصة على أن أتمرن على قيادة الشاحنة في أماكن كثيرة وصعبة. وكنت قبل التصوير أجرب الطريق وأقود الشاحنة في المكان ذاته من أجل أن أنسى أنني أقودها أثناء التصوير، لأركّز على الجانب النفسي للشخصية.
وهنا كانت الصعوبة والتحدي في فكرة المزج بين الجزء الحركي والشق النفسي والتعبير عن الشخصية، وكيف يمكن أن أوصل الأحاسيس للجمهور من دون أن أتحدث.
أما الشق الثاني فكان في رسم خطوط الشخصية، كونها لا تعبر عن نفسها بالحديث، فكانت صامتة غالب الوقت. وقد جمعتنا مع المخرجة جلسات عمل كثيرة من أجل التحضيرات والدخول في الشخصية والبحث عما يمكن أن أضيفه لـ"أسماء" من أبعاد.
-
المرأة في السينما العربية والمغربية أصبحت بطلة الأحداث ومحرّكها، وبات هناك اهتمام واضح بتناول قضايا النساء سينمائيا. برأيك، لأي مدى أضحت السينما منصفة للمرأة؟
لا يمكن إنكار أنه لم يكن هناك حضور كبير للقضايا النسوية في السينما، ومن الجيد صدور أعمال تلقي الضوء على النساء وقضاياهن، فهي نقطة جيدة للسينما العربية والمغربية.
لكن أتمنى أن يأتي اليوم الذي لا تُصنَّف فيه الأفلام من هذه الزاوية، وألا يكون هناك "جندرية" للسينما، فتكون سينما الإنسانية تعبر عن الإنسان عموما، بصرف النظر عن جنسه.
-
في الفيلم جزء عن الأسطورة الشعبية المغربية "عيشة قنديشة"، وهي تتعلق بالسحر وترتبط بالكثير من الأحداث المثيرة، فهل كنتِ حريصة على القراءة عنها؟
بالتأكيد، إذ كنت أعرف شخصيتها منذ الصغر كونها جزءا من تراثنا وثقافتنا المغربية. وقد وظّفت المخرجة ياسمين بنكيران الأمر بطريقة تتناسب مع طرح الفيلم وفكرته.
-
في النهاية، كيف تلقيتِ الردود بعد عرض الفيلم، سواء في مهرجانَيْ البندقية أو البحر الأحمر؟
كانت الردود جيدة إلى درجة كبيرة، وأحببت تفاعل الجمهور والمهتمين بالسينما مع الفيلم والمناقشات حوله، وكلها أمور تسعدني كثيرا.