بمشاركة 16 فنانا.. "إنتاج" أول معرض يتتبع تاريخ السينما والمسرح القطري

في معرض هو الأول من نوعه، وفي خطوة لإلقاء الضوء على التراث الفني والمسرحي والتلفزيوني وإبراز الثقافة القطرية، افتتحت مؤسسة الدوحة للأفلام الثلاثاء الماضي معرض "إنتاج"، الذي يتتبع تاريخ السينما والتلفزيون والمسرح في دولة قطر، ويستمر خلال الفترة من 8 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 22 يناير/كانون الثاني في غاليري مشيرب.
ويأتي تنظيم المعرض ضمن فعاليات تجربة الدوحة للأفلام، بالتعاون بين مشيرب العقارية وهيئة متاحف قطر ووزارة الثقافة والمؤسسة القطرية للإعلام، وبمشاركة نحو 16 فنانا يقومون بعرض أعمالهم التي تمثل تراثا مهما في تاريخ التلفزيون والمسرح القطري.
وقد حضر افتتاح المعرض رئيسة مجلس أمناء مؤسسة الدوحة للأفلام الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، والرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية الشيخ عبد العزيز بن ثاني آل ثاني، وعدد من المسؤولين.

وكانت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام فاطمة الرميحي، قد أكدت أن المعرض تحية تقدير لتراث وإرث قطر في مجالات المسرح والسينما والتلفزيون، حيث ساهم كل مجال في تعزيز مكانة قطر لتصبح مركزا للامتياز الثقافي، إلى جانب الفنون الأخرى التي تعد القلب النابض لهوية قطر الثرية، والتي نفتخر بمشاركتها مع كل العالم ضمن تجربة الدوحة للأفلام.
الاحتفاء بالأعمال الفنية
من جهته، قال الشيخ خليفة بن عبد الله آل ثاني، صاحب فكرة المعرض ومدير المعارض بمؤسسة الدوحة للأفلام، للجزيرة نت، إن معرض "إنتاج" يركز على الاحتفاء بتاريخ السينما والتلفزيون والمسرح في دولة قطر، حيث يظهر بداية الحركة المسرحية والتلفزيون ونشاط السينما، وذلك من خلال عدد من المعروضات التي تتضمن أرشيفا كبيرا من الصور والفيديوهات والمعدات التي تحتفي بالماضي.

وأضاف أنه يتم التركيز على الأعمال الفنية القديمة ومحاولة إيصال رسالتها للجيل الجديد، موضحا أن المعرض استمر الإعداد له عاما كاملا حتى خرج للنور بهذه الصورة.
وبيّن الشيخ خليفة آل ثاني أن المعرض يقدّم معلومات عن تطور كل شكل من أشكال الفنون وتأثيره على الثقافة المعاصرة، ويعرض أعمالا ملهمة لفنانين محليين في مجالات فنية متنوعة، ويستعيد تاريخ السينما العالمي مع غاليري متاحف قطر "قصة السينما".
وأشار إلى أن المعرض يضم 3 أقسام: القسم الأول يركز على عرض تاريخ الحركة المسرحية في قطر التي شهدت تطورا ملحوظا، كما يركز القسم الثاني على صناعة التلفزيون في قطر من خلال تتبع جذور نشأته إلى تلك اللحظة التاريخية التي شهدت تأسيس تلفزيون قطر.
وتابع آل ثاني أن القسم الثالث من المعرض يسلط الضوء على صناعة الأفلام والتاريخ السينمائي لدولة قطر، حيث بدأت الحركة السينمائية المعاصرة في قطر بمسارح تعرض الأفلام بصيغة 16 مليمترا خلال الخمسينيات من القرن الماضي، ونالت شعبية واسعة بين الجمهور، وهو ما أدى لافتتاح المزيد من دور العرض في البلاد بفضل تأسيس شركة قطر للسينما في السبعينيات.

ولفت إلى أن المعرض يضم آلات سينمائية وتلفزيونية قديمة يرجع تاريخ بعضها إلى 1880، كما يضم أول كاميرا ملونة في العالم، وكاميرا المخرج الأميركي جورج لوكاس، وملابس من فيلم كازابلانكا (1942)، وفيلم جيمس بوند، موضحا أنه تم الحصول على هذه المقتنيات من خلال هيئة متاحف قطر.
تعريف الجيل الجديد بتاريخ الفن القطري
من جانبها، قالت المخرجة القطرية حميدة عيسى إن المعرض خطوة مهمة للغاية في تأريخ التراث السينمائي والتلفزيوني والمسرحي القطري، بما يوفر من فرصة جيدة للجيل الجديد للتعرف على نشأة الفن القطري وتراث الأجيال الأولى التي وضعت الأسس والدعائم في هذا المجال.
وأشارت إلى أن المعرض عامل محفز على الإبداع والتميز، موضحة أن الإبداع -عبر تجليه في هذا المعرض- هو تقدير للتاريخ من خلال الاستناد إلى الجذور لبناء المستقبل.
وأضافت حميدة عيسى أنها تشارك في المعرض من خلال الفيلم الوثائقي "مكاين الروح"، حيث تعتبر أول قطرية تسافر إلى القطب الجنوبي، لافتةً إلى أن الفيلم ينتقل من صحراء الثلج إلى صحراء الرمل، ويركز على البيئة والروحانية والهوية، واستغرق العمل عليه 7 سنوات، ومن المتوقع أن يرى النور العام المقبل باعتباره أول فيلم وثائقي طويل في قطر.
الحركة المسرحية
كما يضمّ المعرض قصصا حول تاريخ الحركة المسرحية في قطر، والتي تطورت بشكل ملحوظ منذ بداياتها في المدارس والنوادي الاجتماعية، كما بدأت بشكلها المعاصر بعد فترة ليست بالطويلة من استقلال البلاد في عام 1971 من خلال تأسيس فرقة قطر المسرحية عام 1972، وفرقة السد المسرحية التي تأسست بعد ذلك بعام واحد.
ومع تطور هذا النوع من الفن واكتسابه مزيدا من الشعبية، تأسست فرقتان مسرحيتان أخريان هما "الأضواء المسرحية" و"الفرقة الشعبية المسرحية".

وفي عام 1994، اندمجت هذه الفرق الأربع لتشكل فرقتين هما "قطر المسرحية" و"الدوحة المسرحية"، كما يعدّ مسرح النجمة ركيزة المرحلة الأولى في قطر لاستقبال الجمهور في المسرح، حيث شهد العرض الأول لمسرحية "أم الزين" التي تناولت التحولات الاجتماعية التي أحدثتها الطفرة الاقتصادية آنذاك، ووضع ألحانها الكاتب والمخرج القطري الشهير عبد الرحمن المناعي.
وتلت هذه الفترة تطورات عدة، من بينها إنشاء مسرح قطر الوطني الذي بدأ استقبال الجمهور عام 1986، ومركز قطر الوطني للمؤتمرات عام 2011 الذي يضم مسرحا يتسع لـ2300 متفرج، كما تتوافر المسارح في كتارا وسوق واقف وغيرهما، وهو ما يؤكد تزايد شعبية هذا الفن في البلاد.