عودة كايروكي بألبوم "روما".. هجرة السياسة والشعبية مستمرة
تزامنا مع جولته في الولايات المتحدة، طرح فريق الروك الغنائي المصري "كايروكي" أحدث أعماله الغنائية بعنوان "روما" مقدما 11 أغنية جديدة نشرتها القناة الرسمية للفريق على يوتيوب في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.
وكان نجم الفريق، أمير عيد، قد أعلن عن طرح أغاني الألبوم دفعة واحدة في تدوينة على تويتر. وتصدرت أغاني كاريوكي الأكثر مشاهدة على يوتيوب في مصر، وجاءت أغنية "جيمس دين" في المركز الأول، وتجاوزت المليون و500 ألف مشاهدة.
ردود الفعل
تأتي عودة كايروكي بعد 3 سنوات من طرح ألبومهم "أبناء البطة السوداء" عام 2019، ولا تزال ردود الفعل تتوالى على الأغاني الجديدة لاسيما على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب الفنان تامر هشام على صفحته على فيسبوك "كايروكي في القمة وقاعدين شوية".
وأبدى المعلقون عبر مواقع التواصل إعجابهم بأغاني الألبوم، ورأى البعض أن الأغاني ممتعة وبسيطة، تم ترتيبها بعناية للتعبير عن الشباب، وتتنوع كلماتها بين الوضوح التام والرمزية، وبين الشخصي والعام، وتخفف النوستالجيا (الحنين إلى الماضي) من قتامتها، كما رأوا أن أغاني كايروكي لا تزال تعبر عن الجيل الذي قاد ثورة يناير/كانون الثاني 2011.
بينما انتقد آخرون ابتعاد الأغاني عما ميز الفريق من قبل من تناول قضايا وطنية وثورية، وتحولها من هموم العامة إلى الخاص الشخصي، ولتصبح فرقة استهلاكية.
كايروكي
من هموم العامة إلى الخاص الشخصي
من التمرد إلى الذوبان في الوضع القائمكنت من أول المعجبين بهذه الفرقة المصرية، بعد انتفاضة 2011، لكن للاسف، نتيجة هزيمة الانتفاضة، هُزم الإبداع أيضاً، وتحوّلت الفرقة إلى حالة استهلاكية، والإعلان لهذا التحوّل كان في 2017 مع ألبوم نقطة بيضا. pic.twitter.com/UsvhZqVuWv
— Anees (@che_anss) October 1, 2022
أسماء المشاهير
قدمت أغاني الألبوم أسماء بعض المشاهير ممن لا يعرفهم الشباب والمراهقون عام 2022، على غرار الممثل الأميركي "جيمس دين" الشهير بفيلم "متمرد بدون سبب" الذي حمل اسمه عنوان الفيديو الكليب الذي قدمه عيد.
وقدم عيد مع مغني الراب مروان بابلو أغنية حملت اسم "ترانتينو" وهو مخرج الأفلام الأميركي الشهير، كما قدمت أغنية "روبرتو" نوستالجيا التسعينيات وعشق كرة القدم، حيث يضع البطل بوسترات المشاهير في غرفة بيته، ويذكر اسم بعض أشهر لاعبي كرة القدم والرياضة والفن والسياسة مثل "مارادونا وروبرتو باجيو وروبرتو كارلوس ومحمد علي كلاي وسلمى حايك وجيفارا" ويؤكد أنه "كلاسيكي أنا مش محدث" وكأن الأغنية رسالة لجيل الثمانينيات والتسعينيات وذكرياته وعاداته.
وتحمل الأغنية العاشرة من الألبوم اسم"جوني كاش" المطرب الأميركي الشهير وأحد أشهر صناع موسيقى الكانتري ذات الطابع الشعبي.
كلمات بسيطة
لا تبتعد أجواء الأغاني عما اعتدناه من فريق كايروكي، بكلمات الأغاني البسيطة، والمعاني المباشرة، والموسيقى الشرقية التى تمتزج بالغربية أحيانا، والتنوع الثري في الأغاني ومعانيها، مع تقديم دويتو مع أشهر مطربي الشباب مثل مروان بابلو.
وعبرت كلمات "زمن الكلام" عن حالة الضيق التي تلاحق بطل الأغنية، الذي يودع زمن الكلام، كما يعبر عن حالة تمرد الشاب أمام من يعطيه أي نصائح "لو ليك نصيحة ليا، أحسن تخليهالك".
كما يهرب بطل أغنية "كوستاريكا" من بلده إلى بلاد بعيدة يرى الحياة فيها سهلة وبسيطة، ويمكنه هناك أن يقضي وقتا جميلا مع حبيبته.
جولات غنائية
وانتهي الفريق من جولته الغنائية في الولايات المتحدة بآخر حفلاته في مدينة سان فرانسيسكو، بعد حفلاته في نيويورك وهيوستن، كما يستعد لجولة أوروبية في باريس ولندن وبرلين خلال نوفمبر/تشرين الثاني المقبل احتفالا بطرح الألبوم الجديد.
هجرة السياسة
ارتبط جيل ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 بأغاني فريق كايروكي التي عبرت عن الثورة في مراحلها المختلفة.
كان هذا الفريق أول من قدم أغاني للثورة، من قلب ميدان التحرير ووسط المعتصمين في خضم المظاهرات. فقد غني عيد وفريقه وأصدقاؤه أغنية "صوت الحرية" وتم إعدادها على وجه السرعة، ونشرها على الإنترنت قبل يوم واحد من تنحي الرئيس الراحل حسني مبارك.
وتوالت أغاني كايروكي المعبرة عن روح ثورة يناير، حيث قدموا "يا الميدان" عقب أحداث محمد محمود الدموية بمشاركة الفنانة عايدة الأيوبي، و"مطلوب زعيم" تزامنا مع الانتخابات الرئاسية، و"اثبت مكانك" للتذكير بأهداف الثورة، و"ناس بترقص ناس بتموت" في الذكرى الثالثة لثورة يناير.
واجه الفريق حملات لمنع أغانيهم، حيث تم منع صدور ألبومهم "نقطة بيضا" صيف 2017، ونشر عيد تدوينة قال فيها "الخبر الوحش أن ألبومنا لأول مرة مش هينزل في الأسواق..الخبر الحلو إننا مكملون وهتفضل أغانينا حرة وهتكون متوفرة على الإنترنت".
وخلال العقد الأخير كسب كايروكي جمهورا عريضا من الشباب في مصر، بسبب تقديمه لونا جديدا من الغناء لم يقدمه أحد من قبل. ويظل التساؤل بين محبي كايروكي، إذا كان ابتعاد أغانيهم الأخيرة عما اعتادوه من الأغاني التي تحمل إسقاطات سياسية أو اجتماعية يأتي تزامنا مع المناخ العام، فهل هي هدنة مؤقتة ليقدموا لاحقا مزيدا من الأغاني التي تعبر عن جيل 25 يناير، مستعيدين ما قاله عيد يوما "كانت هناك ثورة لها أهداف وأحلام وطموحات، لكننا خسرنا حلما جميلا، كانت لدينا معنويات عالية جدا.. كان حلمنا مختلفا تماما".